الموصل ، أبو بكر محمّـد بن عمر بن محمّـد بن سلم التميمي البغدادي» قال بعد ذكره مشايخه ، وأنّه حدّث عنه : أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص ابن شاهين وابن رزقويه وابن مندة والحاكم ... وبعد ذكر بعض الكلمات في الثناء عليه ... قال : «ونقل الخطيب عن أشياخه أنّ ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد. وقال أبو عبـد الرحمن السلمي : سألت الدارقطني عن ابن الجعابي ، فقال : خلّطرحمه الله وذكر مذهبه في التشيّع ، وكذا نقل أبو عبـدالله الحاكم عن الدارقطني قال : وحدّثني ثقة أنّه خلّى ابن الجعابي نائماً وكتب على رجله ، قال : فكنت أراه ثلاثة أيّام لم يمسّه الماء ...» .. «قال الحاكم : قلت للدارقطني : يبلغني عن الجعابي أنّه تغيَّر عمّا عهدناه. قال : وأيّ تغيّر؟! قلت : بالله هل اتّهمته؟! قال : إي والله. ثمّ ذكر أشياء. فقلت : وضحَ لك أنّه خلط في الحديث؟! قال : إي والله ، قلت : هل اتّهمته حتّى خفت المذهب؟! قال : ترك الصلاة والدين» (١).
أقـول :
لكنّ بقاء الكتابة على رجله ثلاثة أيّام ، إنّما يدلّ على عدم غسله لرجليه في الوضوء ، ولا يدلّ على عدم الوضوء وترك الصلاة ، فلعلّه كان من القائلين بالمسح في الوضوء ، تعييناً أو تخييراً ، فإنّ هذا مذهب كثيرٍ من الصحابة والتابعين والفقهاء الكبار كابن جرير الطبري ـ صاحب التفسير والتاريخ ـ وأتباعه ... (٢).
___________
(١) سير أعلام النبلاء ١٦ / ٨٨ رقم ٦٩.
(٢) قد بحثنا ذلك في رسالتنا : حكم الأرجل في الوضوء .. وهو من البحوث المنشورة عن مؤتمر ألفية الشيخ المفيد رحمه الله.