أو وضعياً.
والمعتقد هو الذي يحدّد لنا هوية الإنسان في الدنيا ، ويصوّر لنا عاقبته في الآخرة.
إذاً كيف يصوّر لنا الإسلام هذه الهوية؟
الإسلام هو القانون الذي يمنهج لنا أعمال الإنسان ، ووفقاً لانطباق الأعمال مع القانون أو بُعدها عنه توضع الصورة المطلوبة لتحديد الهوية الشخصية.
فالمسلم الواعي لا يطرح رأياً عشـوائياً ، ولا يتّـخذ حكماً مسـبقاً ، ولا يبني أحكاماً لا أُسـس لها في موارد الفقه الإلهي ، وإنّما يأخذ بأُصول التشريع الإسلامي ويبني عليها أحكامه بعد إحاطته التامّة بالعلوم اللازمة والتي تجعله قادراً على استنباط الأحكام من مواردها الخاصة ، وهي الكاشفة عن وجه الحقيقة الشرعية ، والتي تمنحه القدرة على معرفة المباني السليمة والأحكام الصحيحة ، وتعطيه النتائج المرجوّة في طلب الحقّ والوصول إلى الحقيقة.
ومن هنا أقول : كيف لنا أن نقف الموقف الشرعي السليم والمبرئ للذمّة تجاه أبي طالب؟
يتّضح لنا الموقف من خلال الحديث النبوي الشريف ، المروي عن الإمام عليّ الرضا عليه السلام : «الإيمان : عقد بالقلب ، ولفظ باللسان ، وعمل بالجوارح» (١) ، وقال صلىّ الله عليه وآله وسلّم : «الإيمان قول مقول ، وعمل معمول ، وعرفان العقول» (٢).
___________
(١) معاني الأخبار : ١٨٦ ح ٢.
(٢) أمالي المفيد : ٢٧٥ ح ٢.