التوابـع الخمسـة.
وحدّه الشلوبيني (ت ٦٤٥ هـ) بأنّه : «الاسم الجاري على اسم قبله يبيّنه كما يبيّنه النعت ، إلاّ إنّه لا يكون نعتاً ؛ لمانع عدم الاشتقاق أو معناه فيه ، والمقصود من الاسمين الأوّل ، والفرق بينه وبين البدل ما ذكرناه من معناه (١) غك ، وفي اللفظ يقع في باب النداء ، نحو : يا عبـدَالله زيداً ، على العطفِ المبيّن ، ويا عبـدَالله زيدٌ ، بالضمّ على البدل» (٢).
وفيه شيء من الإطالة ، وهو أقرب إلى شرح حقيقة المعرّف ، منه إلى الحدّ الفنّي المبيّن لذاتيات المحدود بالجنس والفصل.
وحدّه ابن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) بقوله : «عطف البيان تابع غير صفة يوضّح متبوعه ، مثل : أقسمَ بالله أبو حفصٍ عمر ، وفصله من البدل لفظاً في مثلِ : أنا ابنُ التاركِ البكريّ بِشْرٍ» (٣).
وهو أوّل حدٍّ يؤخذ فيه (التابع) جنساً لعطف البيان ، وقال الرضيّ في شرحه : «قوله : (يوضّـح متبوعه) يخرج التأكيدرحمه الله لأنّه لا يوضّحُ المؤكّد ، بل يحقّق أصل نسبته ، أو شمول النسبة لأجزائِه ، وعدمُ إيضاح المنسوق [عطف النسق] لمتبوعه ظاهر (٤) ، وكذا البدل عند النحاة رحمه الله لأنّ الأوّل عندهم في حكم الطرح وفي حكم المعدوم ، فلم يبق إلاّ الصفة وعطف البيان ، فلمّا قال : (غير صفة) خرجت الصفة» (٥).
___________
(١) أي : من أنّ المقصود في عطف البيان الأوّل ، وفي البدل الثاني.
(٢) التوطئة ، أبو علي الشلوبيني ، تحقيق يوسف المطوّع : ١٨٥.
(٣) أ ـ شرح الرضيّ على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ٢ / ٣٩٤.
ب ـ شرح الوافية نظم الكافية ، ابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي : ٢٧٠.
(٤) لأنّه غالباً غيره.
(٥) شرح الرضيّ على الكافية ٢ / ٣٩٤.