جاء ابنه عبـدالله بن عبـدالله إلى رسول الله فسأله أن يعطيه قميصه يكفّن فيه أبـاه ، فأعطـاه ، ثمّ سـأله أنْ يصلّـي عليه ، فقـام عمر فأخـذ بثوب رسول الله ، فقال : يا رسول الله ، تصلّي عليه وقد نهاك ربّك أنْ تصلّي عليه؟! فقال رسول الله : إنّما خيّرني الله فقال : (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إنْ تستغفر لهم سبعين مرّة) وسأزيده على السبعين. قال : إنّه منافق! قال : فصلّى عليه رسول الله. فأنزل الله : (ولا تصلّ على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تقم على قبره)».
وقد تكلّم في هذا الحديث عدّة من أعلام الأئمّة المحقّقين ، كالباقلاّني ، وإمام الحرمين الجويني ، والغزّالي ، والداودي ... قال الحافظ ابن حجر في شرحه :
«أقدم جماعة من الأكابر على الطعن في صحّة هذا الحديث» فذكر كلمات بعضهم (١) وذكرها القسطلاني أيضاً وقال : «هذا عجيب من هؤلاء الأئمّة» (٢).
وممّا أخرجه مسلم والبخاري وتكلّم فيه العلماء ، ما أخرجاه في قصّة الإسراء عن شريك ، عن أنس بن مالك ، قال : «ليلة أُسري برسول الله من مسجد الكعبة : أنّه جاءه ثلاثة نفر قبل أنْ يوحى إليه وهو نائم ...» فقالوا : «[قبل أنْ يوحى إليه] غلـطٌ» (٣).
ولنكتف بهذين الحديثين ، وقد ذكرناهما للتمثيل ، ومن شاء المزيد
___________
(١) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٨ / ٢٧١.
(٢) إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري ٧ / ١٤٨.
(٣) المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجّاج ٢ / ٦٥ ـ ٦٦ ، الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري ٢٥ / ٢٠٤ ، زاد المعاد في هدي خير العباد ٢ / ٤٩.