أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله ، ولهذا قصده المنصور ، ويقال : إنّه سمّه فمات مسموماً (١).
وتوجّه إبراهيم إلى الكوفة ، فأرسل إليه [المنصور] عيسى بن موسى بعد فراغه من قتل أخيه محمّـد ، فلاقاه بباخمرى على مرحلتين من الكوفة ، فقتل إبراهيم بعد أن هزم عسكر عيسى وأشرف على الظفر ، أصابه سهمُ غَرْبٍ (٢) فقتله رحمه الله.
والعقب منه : في الحسن ابنه ، ومنه في عبـدالله ابنه وحده.
وأعقب عبـدالله من اثنين : محمّـد الأعرابي ويعرف بالحجازي ، ثمّ إبراهيم الأزرق ، ولهما عقب.
ولبني إبراهيم قتيل «باخمرى» بقيّة بينبع والعراق وخراسان وما وراء النهر (٣).
___________
(١) قال الموفّق بن أحـمد المكّي في مناقب أبي حنيفة : ٣٠١ ، عن يحيى بن نصر : لا نشكّ أنّه سُقي السمّ فمات ، لكنّهم اختلفوا في السبب ، فقيل : إنّه أبى عن القضاء فعمل به ما حكيناه ؛ وروي أنّ المنصور بلغه أنّه والأعمش كتبا إلى إبراهيم لمّا خرج بالبصرة فكتب [المنصور] عن لسان إبراهيم كتاباً وأرسله إليه فأخذ [أبو حنيفةج الكتاب وقبّله ، فاتّهمه المنصور في ذلك وسقاه السمّ ، فاخضرّ وجهه ومات منه.
هذا ، وذكر وجهاً آخر أيضاً يرتبط بقصّة إبراهيم.
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام : ٣١٣ : قيل إنّ المنصور سقاه السمّ لقيامه مع إبراهيم ، فعلى هذا يكون قد حصّل الشهادة وفاز بالسعادة ، كانت وفاته سنة ١٥٠ عن سبعين سنة.
وقال الذهبي فـي ترجـمة إبراهـيم من تاريخ الإسلام : ٤٣ وص ٣١٠ : وكان أبـو حنيفة يجاهر في أمره ويأمر بالخروج.
(٢) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي النسخة : غاير ؛ وفي عمدة الطالب : ١١٠ : غائر.
وسهمُ غَرْبٍ أو غَرَبٍ : أي لا يُعرف راميه. لسان العرب ١٠ / ٣٤ مادّة «غرب».
(٣) عمدة الطالب : ١١١.