يكون الحاكم على الطالبيّين رجلاً منهم يطيعونه ويعرف أقدارهم ومنازلهم ، ولا يحكم فيهم أتراك بني العبّـاس ، فاستصوب الخليفة رأيه ، وجمع من كان هناك من الطالبية وأمرهم بأن يختاروا مَن يولّيه عليهم ، فقالوا : حيث إنّ الحسين رأى هذا الرأي فإنّا نختاره ، فولي النقابة عليهم.
وعقـبه من ولده يحـيى (١) ، وليحيى اثنان ، وهما : أبو عليّ عمر ، وأبـو محمّـد الحسن الفارس.
أمّا أبو عليّ : فحجّ بالناس أميراً ، وعلى يده ردّت القرامطة الحجر الأسود (٢) ، وكان أبو طاهر القرمطي قد أخذه من مكانه وذهب به إلى الأحساء ، وبقي عندهم اثنين وعشرين سنة ، إلى أن سعى هذا السيّد الجليل في ردّه ، وذهب مع جماعة إليهم ، وأخذ الحجر منهم وجاء به إلى [٣٠ / ب] الكوفة ، وعلّقه على بعض أساطين المسجد إلى زمان الحجّ ، ثمّ ذهب به إلى مكّة المشرّفة ، فجُعِلَ مكانَه.
وكان له سبعة وثلاثون ولداً ، منهم أحد وعشرون ذكوراً.
وينسب إليه : بنو شكر ، وبنو أُسامة ـ وقيل : انقرضوا ـ ، وبنو التقي ، وبنو عبد الحميد ، وبنو خزعل ، وبنو فضائل ، وبنو نصر الله ، وبنو الدبّاغ (٣) ، وبنو الجعفرية ، وبنو الطوير (٤).
___________
(١) وزيد المعروف بعمّ عمر ؛ كما في تهذيب الأنساب : ١٩٣ ، والمجدي : ١٧٢. وفي عمدة الطالب : ٢٧٤ : انقرض بعد ذيل طويل.
(٢) سنة ٣٣٩ ، كما في عمدة الطالب : ٢٧٥.
(٣) في عمدة الطالب : ٢٨٣ : الدماغ.
(٤) عمدة الطالب : ٢٧٥ ـ ٢٨٤ ، وقد خلط المصنّف هنا بين أنساب عمر بن يحيى ابن حسين ، وبين أخيه أبي محمّـد الحسن بن يحيى بن الحسين ؛ فراجع العمدة ، فبنو فضائل ... إلى آخره ، هم من ذرّيّـة الحسن بن يحيى.