اللعين على لسان سـيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم (١) ـ في ما كـتبه إلى عمّاله في جمـيع الآفاق : أن لا تتركوا خبراً يرويه أحـدٌ من المسلمين في أبي تراب إلاّ وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإنّه أحبّ إليّ ، وأقرّ لعيني ، وأدحض لحجّة أبي تـراب وشـيعته ، كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (٢).
وإذا أمعنت النظر في ما سقناه لك لا أظنّك ترتاب ـ بعدئذٍ ـ في أنّ حديث ولادة حكيم بن حزام في الكعبة ممّا قُصد به مناقضة هذه المنقبة الشـريفة ، والخصيصـة المنيـفة التي ثبتت لأمير المؤمنين الإمـام عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
فأيّ وزنٍ يقام لمثل هذه المفتعَلات ، لا سيّما من مثل هذا الناصب العنيد ، فتنبّه لذلك ـ يرحمك الله ـ فإنّه ممّا تنكشف به حقيقة الأمر في هذا المقام ، والله سبحانه وتعالى وليّ الهداية والتوفيق.
وأمّا الجهة الثالثة :
فإنّ مصعب بن عثمان بن عروة بن الزبير بن العوّام ، الذي روى عنه الزبير بن بكّار مجهول الحال لا يعرف عنه شيء ، وهو إن لم يكن كصاحبه الزبـير فلن يكون أهون منه شـرّاً ، فإنّ آل الزبير شـجرة خبيثة ملعونة ، كما لا يخفى على من وقف على مشاهدهم مع آل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
___________
(١) ورد لعـن النبـيّ صلى الله عليه وآله وسلم له ولأبيه ولعمرو بن العاص في كثير من مصادر القوم ، فانظـر مثلاً : وقعة صِـفّين : ٢١٨ ـ ٢٢١ ، مسـند أحمد ٤ / ٤٢١ ، المعـجم الكبير ١١ / ٣٢ ح ١٠٩٧٠ ، تاريخ الطبري ٥ / ٦٢٢ حوادث سنة ٢٨٤ هـ.
(٢) شرح نهج البلاغة ١١ / ٤٤.