هـذا ، مضافاً إلى أنّ مصعب بن عثمان الزبيري يروي في الجمهرة عن عامر بن صالح بن عبـدالله بن عروة بن الزبير ، وقد قال فيه ابن معين : كان كذّاباً ، وقال فيه أيضاً : كذّاب خبيث ، عدوّ الله.
وقال ابن عديّ : عامّة حديثه مسروق من الثقات ، وأفراد ينفرد بها.
وقال الأزدي : ذاهب الحديث.
وقال ابن حبّان : كان يروي الموضوعات عن الثقات ..
وغير ذلك ممّا تجده مسطوراً بترجمته في تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء وتهذيب التهذيب (١).
ومصعب هذا هو الواسطة بين الزبير وبين عامر بن صالح ، ولا إخاله يقصر عنهما في شيءٍ من ذلك ، فكيف يُعتمد على كتاب الزبير مع هذا الذي بيّـنّـا لك من حاله وكشفنا عن مكنون أمره.
وليت شعري كيف تقوم الحجّة بمثل هذا الإسناد المشتمل على أشقياء النواصب؟!
أم كيف يُركن إلى ذلك القول ويحتفل به ومصعب بن عثمان لم يدرك ولادة حكيم بن حزام التي كانت قبل الإسـلام ، ولم يُعلَم المحكي عنه في هذا النقل؟!
ومن هنا يظهر لك ما في كلام مَن حكينا عنه القول بولادة حكيم بن حزام في بيت الله الحرام في أوائل هذا الباب مرسلاً إيّاه إرسال المسلّمات ، وملقياً القول في ذلك على عواهنه من دون تدبّر فيه!
فهذا الخبر ظاهر النكارة ، جليّ الشذوذ ، بيّن الإرسال ، وما هذا حاله
___________
(١) تهذيب الكمال ١٤ / ٤٦ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٢٩ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٥٠ ـ ٥١.