بهذا القول ويذهب إلى هذا الرأي ، والله أعلم بحقائق الأُمور.
وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك أيضاً في باب مناقب حكيم ابن حزام ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّـد بن أحمد بن بالويه ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، ثنا مصعب بن عبـدالله ـ وذكر نسب حكيم ـ ، قال : وأُمّه فاختة بنت زهير بن أسـد بن عبـد العزّى ، كانت ولدت حكيماً في الكعبة وهي حامل ، فضربها المخاض وهي في جوف الكعبة ، فولدت فيها ، فحملت في نطع وغسل ما كان تحتها من الثياب عند حوض زمزم ..
قال : ولم يولد قبله ولا بعده في الكعبة أحد.
قال الحاكم : وَهَم مصعب في الحرف الأخير ، فقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسـد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة (١).
وقد تابع الذهبي في تلخيص المستدرك أبا عبـدالله الحاكم في تعقّبه على مصعب ، وهذا يدلّ على إنّ ولادة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في الكعبة أمر متسالم عليه ، حتّى إنّ الذهبي ـ على تعنّته ـ لم يسعه إلاّ إقرار الحاكم على تعقّبه.
وبهـذا جاز حديث الولادة في الكعـبة القنطرة ؛ إذ سـلم من طعنه ، ومـا ذلك إلاّ لاشـتهاره في الآفاق ، واجتماع الكلمة على صحّته بالاتّفاق.
وقد ظهرت في هذه الرواية نزعةٌ لرجلٍ من آل الزبير ، أعني مصعب ابن عبـدالله بن مصعب بن ثابت بن عبـدالله بن الزبير أبو عبـدالله الزبيري ، فإنّـه وإن لم يسـند ما ذكره إلى قائلٍ يوثَـق بقوله ويُسكَن إلى نقله ، بل
___________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٤٨٣.