* وممّن روى ولادة حكيم بن حزام في الكعبة البيت الحرام : أبو الوليد محمّـد بن عبـدالله بن أحمد الأزرقي في كتابه أخبار مكّة وما جاء فيها من الآثار ..
قال : حدّثني محمّـد بن يحيى ، حدّثنا عبـد العزيز بن عمران ، عن عبـدالله بن أبي سليمان ، عن أبيه : أنّ فاختة ابنة زهير بن الحارث بن أسـد ابن عبـد العزّى ـ وهي أُمّ حكيم بن حزام ـ دخلت الكعبة وهي حامل فأدركها المخاض فيها ، فولدت حكيماً في الكعبة ، فحُملت في نطع وأُخذ ما تحت مَـثْبرها فغسل عند حوض زمزم ، وأُخذت ثيابها التي ولدت فيها فجعلت لَقىً (١).
قلـت :
من وقف على كتاب الأزرقي وأمعن النظر في أسانيد أحاديثه وآثاره ، ظهر له اشتمالها على مَن رُمي بالكذب واختلاق الحديث ، كمحمّـد بن عمر الواقدي ، ومَن تركوا حديثه ، كعبـد العزيز بن عمران ، وغيرهما ممّن لم يحتجّوا بحديثه ، وقد روى عنهم في مواضع كثيرة من كتابه المذكور ، وهذا ممّا يوهن الاعتماد عليه ، ويوجب التثبّت في ما يرويه ..
قال الشيخ محمّـد عبـد العزيز الخولي : للأزرقي كتاب في تاريخ مكّة ، محشوّ بكثير من الأخبار الملفّقة والخرافات الموضوعة كثيراً ، فليحذر المرء كثيراً من أمثلة هذه الكتب (٢).
والمنصف اللبيب إذا نظر في إسناد هذه الرواية علم أنّه ممّا لا تقوم
___________
(١) أخبار مكّة وما جاء فيها من الآثار ١ / ١٧٤.
(٢) انظر : هامش سبل السلام ـ شرح بلوغ المرام ـ بتحقيق الخولي ٢ / ٢٠٦.