وهـذا الكلام من أهل الجرح والتعـديل في ابن الكلبي حجّة ظاهرة فـي ردّ ذلك النـصّ ودفـعه ؛ فلـم يبـقَ ـ والحمـد لله ـ متشبَّث للناصـبة ، ولا مستمسك لدعواهم الباطلة في ولادة حكيم بن حزام في الكعبة المشـرّفـة ، (فقطـع دابـرُ القـوم الّذيـن ظلـموا والحمـد لله ربّ العالمين) (١).
هـذا ، وإنّا لنعلم أنّ تلك الطـعون وهاتـيك القوادح التـي رُمي بها ابن الكلبي لم تُبْنَ على أصل متين ، ولا على أساس رصين ، وإنّما هي شنشنة نعرفها من أخزم.
فإذا قيل في الرجل : «رافضـي» فقد قُضي عليه وأُهلك وإن كان أمير المؤمنين في الحديث ، وأمّا إذا كان ناصبيّاً أو خارجيّاً سبّاباً لعليّ ـ والعياذ بالله ـ قيل : هو صاحب سُـنّة ، ولنا صدقه وعليه بدعته ، وغير ذلك من سفاسف أُمورهم ، كما لا يخفى على من وقف على كتبهم وعرف موازينهم في الجرح والتعديل.
يا ناعي الإسلام قم فانْعه |
|
قد مات عُرفٌ وبدا منكـرُ |
وبالجملـة ، فإنّما حكينا كلامهم في ابن الكلبي لتُقطع بذلك حجّة النواصب وتُدحض ، ولئلاّ يطمعوا في روايته ، وإلاّ فنحن لا نحفل بشيءٍ من تلك الأقاويل.
والذي يقوى في النفس ويكاد يجزم به كلّ بحّاثة لبيب ، وتتّفق عليه كلمة أهل التحقيق والتنقيب ، أنّ عبارة : «وكانت أُمّه ولدته في الكعبة» من دسّ بعض مَن لا خلاق له في الآخرة في كتاب الجمـهرة.
___________
(١) سورة الأنعام ٦ : ٤٥.