آخر الكهولة ، فينظر في التاريخ العديمي (١) ، إن كان له ذكر (٢).
ابن حجر العسقلاني (٧٧٣ ـ ٨٥٢ هـ) الذي استفاد كثيراً من كتاب تاريخ الشيعة أو طبقات الإماميّة ، كتب أيضاً في ترجمة ابن أبي طيّ عدّة أُمور ، نقل بعضها عن كتاب ياقوت ، قال :
يحيى بن أبي طيّ بن ظافر بن علي بن الحسين بن علي بن محمّـد ابن الحسن بن صالح بن علي بن سعيد بن أبي الخير الطائي ، أبو الفضل البخاري الحلبي : ولد بها سنة خمس وسبعين ، وقرأ القرآن ، ثمّ جرّد رواية أبي عمرو وأكثر رواية نافع ، وتعاطى صنعة النجارة مع والده وكان مقدّماً فيها ..
ثمّ نظم الشعر ، ومدح الظاهر بن السلطان صلاح الدين واستقرّ في شعرائه ، وأخذ في غضون ذلك الفقه عن أبي جعفر محمّـد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (٣) ، وكان بارعاً في الفقه على مذهب الإماميّة ، وله مشاركة في الأُصول والقراءات ، وله تصانيف ـ تقدّم ذلك في ترجمتهـ ؛ وأخذ عن غيره ، ثمّ ترك صناعته ولزم تعليم الأطفال في سنة سبع وتسعين إلى ما بعد الستّمائة ، وتشاغل بالتصنيف فاتّخذ رزقه منه.
قال ياقوت : كان يدّعي العلم بالأدب والفقه والأُصول على مذهب الإماميّة ، وجعل التأليف حانوته ، ومنه قوته ومكسبه ، ولكنّه كان يقطع الطريق على تصانيف الناس ، فيأخذ الكتاب الذي أتعب جامِعُه خاطرَه فيه
____________
(١) قال محقّق تاريخ الإسلام هنا : لم يصلنا الجزء المتضمّن تراجم حرف الياء من كتاب ابن العديم الحلبي بغية الطلب في تاريخ حلب.
(٢) تاريخ الإسلام السنوات ٦٢١ ـ ٦٣٠ / ٤٢١.
(٣) في الأصل المطبوع : المازراني.