فينسخه كما هو ، إلاّ أنّه يقدّم فيه ويؤخّر ، ويزيد وينقص ، ويخترع له اسماً غريباً ، ويكتبه كتابةً فائقةً لمن يشبه عليه ، ورزق من ذلك حظّاً.
وذكرـاي ياقوت ـ من تصانيفه : معادن الذهب في تاريخ حلب كبير ، وشرح نهج (١) البلاغة في ستّ مجلّدات ، وفضائل الأئمّة في أربع مجلّدات ، وخلاصة الخواص في آداب الخواص في عشر مجلّدات ، والحاوي فـي رجال الإماميّة ، وسلك النظام في أخبار الشام ، إلى غير ذلك.
قلت : ووقفت على تصانيفه ، وهو كثير الأوهام والسقط والتصحيف ، وكان سبب ذلك ما ذكره ياقوت من أخذه من الصحف.
قال ياقوت : لقيته سنة تسع عشرة بحلب.
قلت : وتأخّرت وفاته بعد ذلك (٢).
جدير بالذكر أنّ ما كتبه ياقوت بحقّ ابن أبي طيّ ، عندما ذكر أنّه جعل التأليف حانوته ، ومنه قوته ومكسبه ، أو أنّ تصانيفه مأخوذة من غيره ، لا يجب أخذه بنظر الاعتبار ؛ لأنّ ما وصلنا ممّا كتبه وصنّفه خير دليل على نقض هذا الكلام ، مع أنّ التسليم ـ فرضاً ـ بصحّة كلام ياقوت إلى حـد ما ، لا ينقص من قيمة أعمال ابن أبي طيّ ..
إضافة إلى ذلك ، فإنّ ياقوت ، المعروف بأنّه ناصبي ، وهو ما كان السبب في تشرّده في الأقطار ـ كما ذكر العلاّمة آقا بزرك الطهراني (٣) ـ لا يتوقّع منه أن يكون حكمه بشأن عالم شيعي بارزٍ كبير أفضل من هذا.
____________
(١) في الأصل المطبوع : بهجة.
(٢) لسان الميزان ٧ / ٤٠٩ ـ ٤١٠ رقم ٩٢٤١.
(٣) الأنوار الساطعة في المائة السابعة : ٢٠٥.