كما ذكر موارد كثيرة من تاريخ الريّ لمنتجب الدين ـ الذي جمعناه في مقالة أُخرى (١) ـ.
وكذلك نقل تراجم عديدة عن كتب كانت في حوزته ، مثل : الفهرست للشيخ الطوسي ، رجال الكشّي ، رجال ابن عقـدة (٢) ، رجال النجاشي ، رجال علي بن فضّال (٣) ، والفهرست لابن شهرآشوب (٤).
القيمة التاريخية لكتاب «طبقات الإماميّة» في تاريخ التشّيع :
من الجوانب المفيدة لهذا الكتاب المفقود ، دوره المهم في التعرّف على تاريخ الشيعة ، وبالخصوص في منطقة الشام ؛ فالمعلومات الفريدة الرائعة التي خلّفها المؤلّف في هذا السفر القيّم عن التراجم والأحوال ، يمكن أن تكشف لنا عن مدى انتشار التشيّع في حلب وطرابلس ونواحي الشام الأُخرى.
وما ذكره في ترجمة الحسن بن زهرة ، من بيان للدور البارز الذي كان لهذا الفقيه الشيعي الكبير في دولة المماليك ، والتقدير الذي كان يحظى به بين الناس ومنزلته في المجتمع ؛ دليل وشاهد على نفوذ الشيعة في هذه المناطق ، والمنزلة العلمية والاجتماعية والدينية لكثير من رجال الشيعة ، خصوصاً آل بني زهرة.
هذا الأمر لم يقتصر على تشيّع أهل حلب فحسب ، بل إنّ المعلومات
____________
(١) المقالات التاريخيةـالكتاب الثاني ؛ مقالة : الشيعة والآثار الأربعة في التاريخ المحلّي : ١٩٩.
(٢) انظرـ كمثال ـ : لسان الميزان ١ / ٥٤٧ رقم ١١١٥ ، وص ٥٦٠ رقم ١١٥٧.
(٣) انظر ـ كمثال ـ : لسان الميزان ١ / ٥٩.
(٤) لسان الميزان ٢ / ١٧ ، ترجمة «بركة بن يحيى الكاشي».