التي قدّمها بشأن الحسـين بن روح النوبخـتي ، والشيخ المفـيد ، وكذلك ابـن شهرآشوب المازندراني ، تعدّ فريدة وممتازة جدّاً وليس لها نظير ..
ومن المناسب هنا أن نتعرّض بشكل مختصر لتاريخ التشيّع في مدينة حلب.
التشيّع في حلب :
هناك شواهد كثيرة تدلّ على إنّ غالبية سكّان حلب كانوا على مذهب الشيعة الإماميّة إلى عهد الأيوبيّين ، ومن بعده إلى أواخر عهد المماليك ، وإلى اليوم توجد أقليّة شيعيّة في هذه المدينة وبعض القرى المحيطة بها ..
وهناك بعض المعطيات في هذا الموضوع ، وردت في كتاب حلب والتشيّع ، لمؤلّفه الأُستاذ إبراهيم نصر الله ، إضافة إلى ما تمّ من بحوث بشأن آل بني زهرة ؛ الّذين كان لهم دوراً أساسياً في حفظ تشيّع هذه المدينة خلال ألف سنة.
يمكن القول بأنّ ظهور التشيّع في هذه المدينة يعود إلى القرنين الثالث والرابع الهجري ، خصوصاً في عهد الحمدانيّينـوعلى رأسهم سيف الدولة (١)» ـ وبالتالي الأجواء التي سادت بفضل الفاطميّـين ؛ فقد كان زعماء السلالة الحمدانيّة ملتزمين مذهب الشيعة الإماميّة بشدّةٍ ورغبة ، ومهّدوا السبيل لانتشار التشـيع في هذه المنطقة من بلاد الشام.
وبعد ذلك بشكل تدريجي غلب التشيّع على أهل حلب ، وبهمّة علماء شـيعة أكملوا دراستهم في العراق وعادوا إلى هذه المدينة ؛ فقد قام
____________
(١) كتب الذهبي : كان سيف الدولة شيعيّاً متظاهراً مفضالاً على الشيعة والعلويّين. تاريخ الإسلام السنوات ٣٥١ ـ ٣٨٠ / ١٤٨.