التاريخية لذكر وقائع وأحداث هذا العهد ، والمؤكّد أنّ علاقته كانت وثيقة بالملك الظاهر ، نجل صلاح الدين الأيّوبي ، الذي كان متهّماً بالتشيّع.
ويمكن ملاحظة أمثلة أُخرى من مرافقة ومسايرة بعض شعراء الشيعة للسلاطين الأيّوبيّين ، في ثنايا ما نقله ابن أبي طيّ من تراجم لبعض علماء حلب ..
وعدا هؤلاء ، يمكن الإشارة ـ كمثالـالى أحمد بن علي بن زُنْبُورْ ، المتوفّى سنة ٦١٣ هـ ، الذي وصفه الذهبي بـ : «الإمام الأديب» ، وعدّه من «غلاة الرافضة» ، وذكر أنّه مدح صلاح الدين في حلب بقصيدة طويلة (١).
ومثال آخر ، هو الشاعر الكبير علي بن علي ، المعروف بابن نماء الحلّي ، الذي كان شيعيّاً متفانياً ، وقد أورد ترجمته ابن النجّار في ذيل تاريخ بغداد ، ونقلها عنه الصفدي ؛ كان يمدح ملوك الشام أيضاً (٢).
ويعدّ سادات بني زهرة من أبرز بيوتات الشيعة في حلب ، وكانت زعامة طائفة الشيعة فيهم ، في هذه المدينة وبعض مدن الشام الأُخرى لقرون عديدة.
وكان لهذا البيت ارتباط بإيران إبّان العهد الصفوي ؛ فقد جاء إلى إيران أحد أبرز شخصيّاتهم ، تاج الدين محمّـد بن حمزة ... ابن زهرة الإسحاقي الحلبي ، المتوفّى سنة ٩٢٧ هـ ، وأقام في هذه الناحية لمدّة ١٧ عاماً ، وكان موضع احترام شديد ، وجمع ثروة طائلة (٣).
* * *
____________
(١) تاريخ الإسلام السنوات ٦١١ ـ ٦٢١ / ١٣٥.
(٢) الوافي بالوفيات ٢١ / ٣٣٥ ـ ٣٣٧.
(٣) دُرّ الحبب في تاريخ أعيان حلب ١ ـ ق ١ ـ / ٤٠٩.