الصغار» ، وهي إشارة إلى يتامى الشيعة ، الّذين كانوا يسكنوهم في هذا المكان بعد قتل آبائهم (١)!!
ولجلال الدين المولوي الرومي (٦٠٤ ـ ٦٧٢ هـ) شعراً ـ بالفارسيةـيرتبط بأهل حلب وتشيّعهم ، والذي يبيّن أنّ التشيّع كان سائداً ومنتشراً في هذه المدينة في زمانهـيعني القرن السابع ـ ؛ إذ يقولـبخصوص مراسم العزاء التي يقيمها الشيعة في حلب إحياءً لذكر مصاب الإمام الحسين عليه السلام في «باب انطاكية» ، إحدى مناطق المدينة ـ :
روز عاشورا همه اهل حلـب |
|
باب انطاكيه اندر تا به شـب |
گرد آيد مرد وزن جمعى عظيم |
|
ماتم آن خاندان دارد مقيم |
ناله ونوحه كنند انـدر بكـا |
|
بكا شيعه عاشورا براى كربلا |
بشمرند آن ظلمها وامتحـان |
|
كز يزيد وشمر ديد آن خاندان (٢) |
ما ترجمته : إنّ كلّ أهل حلب ـ الشيعة ـ يحضرون رجالاً ونساءً بجمع عظيم في «باب انطاكية» في يوم عاشوراء ؛ لاِقامة مراسم العزاء والمآتم على أهل البيت عليهم السلام ، ويبقون إلى الليل يبكون وينوحون لِما جرى في كربلاء ، وما عاناه أبناء وبنات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من ظلم ومحنة على يد يزيد وشمر.
كانت علاقات الشيعة مستمّرة مع الدولتين النورية والصلاحية ، رغم محاربة الملوك النوريّين والأيّوبيّين للتشيّع والشيعة ، ودعمهم وتقديمهم لفقهاء السُـنة ، وكان كثير من شعراء الشيعة قد مدحوا سلاطين حلب في أشعارهم ، وابن أبي طيّ نفسه كان واحداً من هؤلاء ، وقد أفرد بعض كتبه
____________
(١) أحياء حلب وأسواقها : ٨٢.
(٢) مثنوى معنوى : القسم السادس ، رقم ٧٧٧ ـ ٧٧٨ ، ط نيكلسون.