الأذان ، والإتيان بذكر أسماء الأئمّة الاثني عشر في مقدّمة مواكب جنائزهم ، والتكبير بخمس تكبيرات في الصلاة على موتاهم ، وأن يكون أمر زواجهم بيد الشريف الطاهر أبو المكارم حمزة بن زهرة الحلبي ، والقضاء على العصبيّة ، فقبل الملك الصالح شروطهم.
بعد ذلك ـ واستناداً إلى ما كتبه ابن أبي طيّـاخذ الناس يذكرون «حيّ على خير العمل» في الأذان ، وحقّقوا عملياً كلّ ما كان قد اشترطوه ..
هذه الأعمال كانت من الأُمور التي أوقفها نور الدين الزنگي (١).
في سنة ٥٧٠ هـ لم يتمكّن صلاح الدين من فتح حلب ، وانتهى الأمر بعقد الصلح ..
وفي سنة ٥٧١ هـ عاد وحاصر حلب مرّة أُخرى ، وكان أهل حلب من السُـنة والشيعة ـ في ذلك الوقتـيدافعون عن الملك الصالح ، الذي كان قـد وضـعـانذاكـالقسم الشرقي من المسجد الجامع في عهدة الشيعة ، فكانوا يقيمون فيه صلاة الجماعة ، وفي هذه المرّة انتهى الهجوم بعقد الصلح أيضاً (٢).
يبدو أنّ الشيعة قد عانت من ضغوط كثيرة خلال عهد الأيّوبيّـين ، ثمّ عهد المماليك ، وبعد ذلك عهد العثمانيّين ؛ ممّا أدّى في نهاية الأمر إلى اضمحلال مذهب التشيّع في مدينة حلب تدريجياً.
كتب مؤلّف أحياء حلب وأسواقها في ذيل مدخل ابن يعقوب : المنطقة القريبة من بانقوس : لا نعرف شيئاً من ابن يعقوب ، وهذه المنطقة قريبة من سوق الزهر ، يقال لها : «حارة الزغار» ، وكان أصلها «حارة
____________
(١) كتاب الروضتين ٢ / ٣٥٢.
(٢) زبدة الحلب من تاريخ حلب ٣ / ٢٩.