[التشكيك بالمهديّ عليه السلام]
* فمن كلماته قوله : «كثيراً ما تعـترض الإنسـانية أزمنـة يكـثر فيها الأحزاب والفوضى ، فسرعان ما تسود الفكرة عند الشـعوب الساذجة أنّ السماء سـتُـنزل رجلاً يعيد النظام وينشر الأمن والعدل بين الناس ..
فالعقول البسيطة إذا حلّت كارثة لا تلجأ إلاّ إلى القوّة الإلهية ؛ وقد حدث ذلك عند اليهود والمسـيحيّـين والمسلمين على السواء ..
إلى أن قال : وهذه الفكرة لعبت دوراً كبيراً في الإسلام ، حتّى إنّـها لا تزالـالى اليوم ـ تستولي على معظـم العقول» ؛ انـتهى.
يا للعجب!! قد كـنّا نسمع من طنين الإلحاد ـ في رواية تاريخ الأديان ـ ما اختلقته الأفكار الشاذّة من أوهام الأهواء ، أخذاً عن نزعات المبادىَ المادّية ، وهو :
إنّ البشر لمّا أرعبتهم الأهوال الكونية بصدفة الطبيعة ، اختلقوا لهم ما وراء الطبيعة إلهاً ، افترضوه قادراً على التصرّف بإرادته في العالم ؛ وذلك لكي يلتجئوا إليه ويسـتغيثوا به عند عروض الأهوال والكوارث ، ليخلّصهم منهـا.
وعلى نَعْرة (١) هذه الرواية قد طبّل المطبّلون وزمّر المزمّرون ، وإنّ هذا الكاتب لم يحترم الحقائق ، ولا أهل الأديان في مبادئهم ، بل تحمّل
____________
(١) النعرة : صوت في الخيشوم على الاستعارة هنا ؛ انظر : تاج العروس ٧ / ٥٤٣ ـ ٥٤٤ مادّة «نـعر».