المسؤولية الكبرى لشرف الحقيقة!
ولكنّا نحترمه فلا نقول : إنّه ضرب على ذلك الوتر ، وترنّم بتلك النغمة ، وترنّح على ذلك الإيقاع! بل ننشد عن لسان حاله :
عيونُ المها بين الرُصافةِ والجسر |
|
ِجَلبنَ الهوى من حيثُ أدري ولا أدري (١) |
على رِسْلك أيّها الكاتب! إنّ أهل الأديان الّذين يقولون بنحو ما تذكره عنهم ، هم إلهيّون متديّنون ، قد أخذوا قولهم هذا من البشائر الإلهية بواسطة النبوّات ..
ويا ليتما يتّضح لنا أنّ المناقشة معهم في هذا القول ـ شكّـا أو جحوداً ـ هل هي في الإلهية التي هي مركز الحقائق ، أو في صدق النبوّات ، أو في صدور هذا النبأ عنها؟!
أمّا المناقشة في المركز المذكور ، فيلزم فيها المصارحة بتعديل صفوف البحث ، ليجري الكلام على مجاريه.
وكذا الكلام في صدق النبوّات ..
وأمّا صدور هذا النبأ عنها ؛ فإنّ كلّ أُمّة تملي عليك من كتب وحيها وتقاليدها البشرى بذلك شيئاً كثيراً.
وعلينا ـ معاشر المسلمينـان نملي عليك بعض ما جاء في ديننا
____________
(١) البيت من شعر علي بن الجهم ، والرصافة هي الجانب الشرقي من بغـداد ، وفيها مقابر خلفاء بني العبّـاس.
انظر مادّة «رصف» في : معجم البلدان ٣ / ٥٣ رقم ٥٥٠٣ ، تاج العروس ١٢ / ٢٣٠.