[الاِمـامـة عند الشـيعة]
* ثمّ قال الكاتب على أثر مقاله الاَوّل : «ويرجع ذلك إلى أنّـه حدث في صدر الاِسلام أن نهض جماعة شايعوا عليّ بن أبي طالب في إمامته ، واعتقدوا أنّ الاِمامة لا تخرج من أولاده ؛ وحجّتهم في ذلك أنّ الاِمامة قضية ليسـت من المصالح العامّة التي تُطرح أمام الجمهور لاِبداء رأيه فيها ، بل هي وصيّة يوصيها القائم بالاَمر إلى من يخلفه ، ويتعيّن أن تخضع هذه الاَُمّة لهذه الوصيّة.
وتلك الجماعةـالتي يُطلق عليها اسم (الشيعة) في التاريخ ـ تقول : إنّ النبيّ (ص) أوصى بإمامة عليٍّ قبل موته ، وقال في ذلك أقوالاً كثيرة ، مثل : (من كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه) (١)».
____________
(١) وحديث الغـدير صحيح متواتر ، بل في أعلى درجات التواتر ، قطعيّ الصدور ، واضح الدلالة جليُّها على إمامة أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام بالرغم من محاولات التعتيم عليه ، وطمس معالمه ، وكتم الكاتمين!! فقد قاله النبيّ الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من مرّة ، وأشهرها وآخرها ما قاله صلى الله عليه وآله وسلم عند منصرفه من حجّة الوداع ، في ١٨ ذي الحجّة من السنة العاشرة للهجرة ، ورواه عنه أكثر من مائة صحابيّ؛ ثمّ كانت مناشـدات أمير المؤمنين الاِمام عليٍّ عليه السلام الصحابةَ به لاِثبات حقّه بالخلافة مشـهورة.
وقد روي هذا الحديث في أُمّهات مصادر الجمهور ، فانظر مثلاً :
سـنن الترمذي ٥ / ٥٩١ ح ٣٧١٣ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٣٠ ـ ١٣٢ ح ٨٤٦٤ ـ ٨٤٧٣ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٣ ح ١١٦ وص ٤٥ ح ١٢١ ، مسند أحمد ١ / ٨٤ وج ٤ / ٢٨١ ، التاريخ الكبيـر ـ للبخاري ـ ١ / ٣٧٥ رقم ١١٩١ ، مصنّ ـ ف عبـد الرزّاق ١١ / ٢٢٥ ح ٢٠٣٨٨ ، مصنّ ـ ف ابن أبي شـيبة ٧ / ٤٩٤ ـ ٤٩٦ ح ٢ و ٩ و ١٠ ، مسند البزّار ٢ / ١٣٣ ح ٤٩٢ وص ٢٣٥ ح ٦٣٢ ، مسند أبي يعلى ١ / ٤٢٨ ـ