وغير خفيٍّ من الاَحاديث المتقدّمة ، والمشار إليها ، وأضعافها ممّا لم نذكره ، بل من اتّفاق المسلمين في أمر المهديّ والمسيح ، أنّ أمر المهديّ يرجع إلى تبليغ رسول الله وبشراه في تعاليم دين الاِسلام.
وأمـا اعتـقاد الشـيعة في الاِمامة ، فحججهم فيه معروفـة عنهم ـ لمن له معرفة ـ مدوّنةٌ في كتبهم ، المنتشر مطبوعها ومخطوطها في أطراف العالم ، مجهّزة بالحجج النيّرة الباهرة من الكتاب والسُـنة والعقل ..
ومن جملة ذلك : إنّهم يقولون : إنّ نصب الاِمام ، وتعيين الذي هو صالح للاِمامة الدينيةـبحسب علمه ، وكماله الظاهر والباطن ، وملَـكاته الراقية الزكية الثابتة المستمرّة ـ انّما يكون من الله تبارك اسمه وجلّت آلاؤه .. ويكون ذلك بعهد متّصل بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، مستند إلى الوحي الاِلهي.
وحجّتهم في ذلك من الكتاب المجيد تؤخذ من قوله تعالى لخليله إبراهيم : (إنّي جاعلك للناس إماماً قال ومن ذرّيّـتي قال لا ينال عهدي
____________
٤٢٩ ح ٥٦٧ وج ١١ / ٣٠٧ ح ٦٤٢٣ ، المعجم الكبير ٥ / ١٧٠ ـ ١٧٢ ح ٤٩٨٣ ـ ٤٩٨٦ ، المعجم الاَوسط ٢ / ١٠ ح ١١١٥.
ولخطورة حديث الغدير وواقعته في تاريخ الاِسلام فقد تناوله المؤلّفون عبر القرون ـ على اختلاف مذاهبهم وتخصّصاتهم ولغاتهمـبتخريج طرقه وألفاظه ، والبحث فيه سنداً ودلالة ، ونظم الواقعة شِعراً.
فقد استوفى البحث في ما يتعلّق بذلك كلّه وما يرتبط به من بحوث علمية وتاريخية ورجالية وأدبية ، العلاّمة الشيخ عبـد الحسـين الاَميني قدس سره في موسوعته «الغـدير» ، والعلاّمة السيّد عليّ الحسيني الميلاني ـ حفظه الله ورعاهـ في الاَجزاء ٦ ـ ٩ من موسوعته «نفحـات الاَزهـار».
هذا ، وقد أحصى ممّا أُلِّف في الغدير المحقّق السيّد عبـد العزيز الطباطبائي قدس سره في كتابه : «الغـدير في التراث الاِسلامي» ما يقرب من مئ ـ تَي كتاب ورسالة ، مرتّبة حسـب القرون؛ فللّه درّهم وعليه أجـرهم.