الجهل والخداع والتدليس والاستبداد والاستئثار والضغط والمحاباة والمَيل وجرّ النار إلى القرص والاستعجال واغتنام الفرص.
إذاً فالاِمامة على مبدأ الشيعة تجري على أرقى وأحسن وجه في صلاح البشر ، والرعاية لحقوقهم ، ومساواة الضعيف بالقوي.
وهل تُـنكر بعد هذا ـ ايّها الكاتب ـ وجوب خضوع الاَُمّة لهذه الوصية المستندة إلى الرسول وتعيينه واختياره القائم بحقيقة الصلاح العـامّ؟!
وقد كتب الشيعة مبدأهم هذا ودوّنوه في كتبهم مدعوماً بالبراهين وموازيـن المنطـق ونواميـس المعـقول (١) ، فـانْ كانت لك مناقشـة في ما دوّنوه ، فهلمّ إلى البحث النزيه ، فإنّ الحقيقةَ بِنـتُـه!
*وأمّا تعرّضك لقول الشيعة بوصيّـة الرسـول صلى الله عليه وآله وسلم بإمامـة عليٍّ .. فـدع أمر هـذه الوصيّـة لِمـا مضى ، وإنْ كانـت رغمـا عـن الكـوارث المتـتابعـة تـثبـت وجودهـا ، وتـظهر ذاتـها بالمظاهـر الجليّـة ، من خصـوص روايـات أهـل السُـنة في مسانيدهم وجوامعهم وغير ذلك مـن كتبهـم ، تتجلى منه أحاديث الغدير (٢) ، والمنزلة (٣) ،
____________
(١) راجع مثلاً : أوائل المقالات : ٦٤ ـ ٦٥ ، الذخيرة في علم الكلام : ٤٠٩ وما بعدها ، تجريد الاعتقاد : ٢٢١ وما بعدها.
(٢) مرّ تخريجه مختصراً في صفحة ٢٤٢.
(٣) إشارة إلى قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعليٍّ عليه السلام : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ من بعدي» ، وقد روي الحديث في أُمّهات مصادر الجمهور ، فانظر مثلاً :
صحيح البخاري ٥ / ٨٩ ـ ٩٠ ح ٢٠٢ وج ٦ / ١٨ ح ٤٠٨ ، صحيح مسلم ٧ / ١٢٠ ـ ١٢١ ، سنن الترمذي ٥ / ٥٩٨ ـ ٥٩٩ ح ٣٧٣٠ و ٣٧٣١ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٥ ح ١٢١ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٤٤ ـ ٤٥ ح ٨١٣٨ ـ ٨١٤٣ وص