فمن الغرائبـالتي لا قيمة لها في سوق المعرفة والاَدب والصدق والاَمانة ـ قول القائل : «وحجّتهم في ذلك أنّ الاِمامة ليست من المصالح العامّة التي تُطرح أمام الجمهور لاِبداء رأيه فيها»! وكأنّه بهذا الكلام يرثي لحقوق الاَُمّة ، ويسكب لها عبرات الرحمة!
كفكف دموعك أيّها الكاتب!! فإنّ مبدأ الشيعة بالوصية بالاِمامة المسنَدة إلى الرسول وإلى الوحي مبنيٌّ ومؤسّـس على أحسن الوجوه وأصحّها في رعاية الصالح لعامّة البشر في الحال والمستقبل ، ومطابقة الرغائب الصحيحة الصالحة الحرّة لجميع الناس بالنحو الجاري بروح اللطف الاِلهي والعدل والحكمة ، والمنـزَّه عن الخطأ ، والخداع ، والاستبداد ، والمحاباة ، وعن تدخّل المدلّسين في الحلّ والعقد وتمثيل الاَُمّة ، والّذين يكمّون أفواه ذوي الحقوق بالضربة القاضية ، وعن تمويه الاستبداد والضغط والاستعباد باسم الحرّيّـة ، وعن ، وعن ، وعن ...
ألا تدري أنّ الشيعة ينسبون هذه الوصيّة من إمام إلى إمام إلى عهد الرسول إلى عهد الله واختياره؟! (١).
أَوَليس الله بأنظر لخلقه منهم لاَنفسهم ، وأحسن رعاية لمصالحهم العامة والخاصة؟! وهو القدّوس الحكيم الذي أحاط بكلّ شيء علماً ، والغنيّ المطلق ، واللطيف الرؤوف الرحيم.
وإنّ اختياره للاِمام هو روح الرعايةِ لعامةِ البشر وصلاح أمرهم ، والنظر إلى المستقبل في شؤون الاِمام والرعية ، وهو الجامع لكلّ حكمة وفائدة تفرض في اجتماع الآراء ، والمنـزَّه من نقائص البشرية ، من حيث
____________
(١) راجع : أُصول الكافي ١ / ٣٠٧ ـ ٣٠٩ ح ٧٣١ ـ ٧٣٤.