وإنا بالنسبة للوئام وتوحيد الكلمة أشـد احتياجاً منّـا إلى إيراد الاَدلّة والاِدلاء بالحج ـ ج على هذه الحقيقة ..
نعم ، قد اعترضت الفترة (١) في نفوذ الاِمامة الشرعية الدينية بأسباب بشرية ، إذ عرقل الناس مساعيها الكريمة ، حيث إنّ الله لا يُلجىَ عبادَه في أفعالهم وتروكهم ، بل يريد منهم الطاعة الاختيارية ، لكي يرتقوا باختيارهم
____________
ألفاظه أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الاَرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علَيَّ الحوض ، فانظروني بم تخلفوني فيهما» ، انظر مثلاً :
صحيح مسلم ٧ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، سنن الترمذي ٥ / ٦٢١ ح ٣٧٨٦ وص ٦٢٢ ح ٣٧٨٨ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٤٥ ح ٨١٤٨ وص ١٣٠ ح ٨٤٦٤ ، سنن الدارمي ٢ / ٢٩٢ ح ٣٣١١ ، مسند أحمد ٣ / ١٤ و ١٧ و ٢٦ و ٥٩ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٤١٨ ح ٤١ ، مسند البزّار ٣ / ٨٩ ح ٨٦٤ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٢٩٧ ح ١٠٢١ وص ٣٠٣ ح ١٠٢٧ ، صحيح ابن خزيمة ٤ / ٦٢ ـ ٦٣ ح ٢٣٥٧ ، المعجم الكبير ٥ / ١٥٤ ح ٤٩٢٣ وص ١٦٦ ـ ١٦٧ ح ٤٩٦٩ ـ ٤٩٧١.
وراجع ما كتبه العلاّمة السيّد عليّ الحسيني الميلاني ـ حفظه الله ورعاهـ في الاَجزاء ١ ـ ٣ من موسوعته «نفحـات الاَزهـار» ، من بحوث علمية في ما يتعلّق بالحديث وما يرتبط به.
وأمّا في ما يخصّ لفظ «كـتاب الله وسُـنتي» فانظر :
ما كتبه السيّد عليّ الحسيني الميلاني في كـتابه الآخر : حديث الثقلين : تواتره ، فقهه .. كما في كتب السنّة.
ورسالته في حديث الوصيّة بالثقلين : الكتاب والسنّة.
وكذلك ما كتبه الشيخ جلال الدين الصغير ـ حفه الله ورعاهـ في كتابه : عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية : ٢٠٥ ـ ٢٤٢.
(١) الـفَـتْـرَةُ : ما بين كلّ نبيَّ ـين ، وما بين كلّ رسولين من رسل الله عزّ وجلّ من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة؛ انظر : لسان العرب ١٠ / ١٧٤ مادّة «فتر».
والمعنى هنا : هو عدم تمكّن الاِمام عليه السلام من تولّي الخلافة بلا فصل وبسط يده على العباد والبلاد ، أو المراد هو زمان الـغَيـبة.