ولمّا استغاث به المسلمون ، ووعدوه الطاعة والقيام بالنصرة ، وأعطوه المواثيق ، لم يجد بـداً من المطالبة بحقوق الاِسلام والمسلمين ولازمِ الدفاع لطاغوت الظلم والمنكَر ، فقام ولسان حاله يقول ما قاله أبوه أمير المؤمنين : «لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود الناصر ، لاَلقيتُ حبلها على غاربها ، وسقيتُ آخرَها بكأس أوّلها» (١) ..
ودعا إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأقام الحجج ، وأنار البراهين ، مع الثبات الهائل والبأس المروّع ، ودافع عن حقوق الدين والمسلمين بأحسن ما يفتخر به التاريخ من صادق الجدّ والتفادي في سبيل الله والاِصلاح ، إلى أن جرى على الاِسلام والمسلمين في يوم الطفّ مثل ما جرى في واقعة أُحـد :
ولا مثلَ يومِ الطفِّ يومَ فجيعة |
|
لذِكـراه فـي الاَيّامِ ينقصمُ الظهـر |
يذيبُ سويدا القلبِ حزناً فعاذِر |
|
إذا سفحت من ذوبها الاَدمعُ الحمرُ (٢) |
____________
(١) نهج البلاغة : ٥٠ الخطبة ٣.
(٢) البيتان من قصيدة للشيخ البلاغي قدس سره نظمها ردّاً على قصيدة أحد علماء بغداد المنكرين لوجود الاِمام الثاني عشر المهديّ المنتظَر عليه السلام ، والتي بعثها إلى علماء النجف الاَشرف عام ١٣١٧ هـ، التي يقول فيها :
أيا علماءَ العصرِ يا مَن لهم خُبْر |
|
ُبكلِّ دقيقٍ حارَ في مِثله الفِكرُ |
لقد حارَ منّي الفِكرُ في القائمِ الذي |
|
تنازعَ فيه الناسُ والتَبسَ الاَمرُ |
فأجابه العلاّمة البلاغي قدس سره بقصيدة طويلةـالتي منها البيتان اللذان في المتن ـ تقع في أكثر من مئة بيت ، وهي من عيون شعره ، ومطلعها :
أَطعتُ الهوى فيهم فعاصاني الصبر |
|
ُفها أنا ما لي فيه نهيٌ ولا أمرُ |