من أهل بيته وصفوة صحبه ، فسامه (١) الاَعداء أن يس ـ تسلم ضارعاً لطاعة يزيد وحكم ابن مرجانة ، ويخضع لبيعة الضلال ..
فأبى أن يعي ـ شَ إلاّ عزي ـ زاًأو تُجلّى الكفاح وهو صريعُ (٢) فوقف في وجه الحرب وأدار رحاها ثابت الجَنان ، ماضي العزيمة ، على بصيرة من أمره ..
أَقرُّ على الاَرضِ مِن ظهرِها |
|
إذا مَلملَ الرعبُ أقرانَهـا |
تزيدُ الطلاقةُ في وجهه |
|
إذا غَـيـر الروعُ ألوانَها (٣) |
حتّى قال أحد أعدائه من جيش ابن سعد : «فوالله ما رأيت مكثوراً
____________
وجاشَ الوادي بجيشٍ جيشاً : زَخَرَ وامتدَّ جـداً.
وجاشت الحربُ بينهم : إذا بدأت تغلي ، وهو مجاز.
انظر مادّة «جيش» في : لسان العرب ٢ / ٤٣٥ ، تاج العروس ٩ / ٧٧ ـ ٧٩.
والمعنى المراد هنا على الكناية والمجاز : أنّ الجيش الكبير الجرّار قد تجمّع في أرض كربلاء وتهيّـا للحرب الحقودة.
وال ـ عـرمْـرم : الجي ـ ش الك ـ ثير ؛ القاموس المحيط ٤ / ١٥١ مادّة «عرام» ، تاج العروس ١٧ / ٤٧٣ مادّة «عرم».
(١) السَّـوْم : أن تُجَشِّمَ إنساناً مشقّة أو سوءاً أو ظلماً ؛ انظر : لسان العرب ٦ / ٤٤٠ مادّة «سوم».
(٢) ديوان السيّد حيدر الحلّيـالقسم الحسينيـ: ٣٣.
والبيت من قصيدة بعنوان «كلّ عضو في الروع منه جموع» ، مطلعها :
قد عهدنا الربوعَ وهي ربيع |
|
أينَ لا أينَ أُنسُها المجموعُ |
(٣) ديوان السيّد حيدر الحلّي ـ القسم الحسـيني ـ : ٤٨.
وهذان البيتان والاَبيات الاَربعة الآتية من قصيدة للسيّد حيدر الحلّي بعنوان «فنفس الاَبيّ وما زانها» يرثي بها أبا الاَحرار سيّد الشهداء الاِمام الحسـين عليه السلام ، مطلعها :
تَركتَ حَشاكَ وسُلوانَها |
|
فَخَلِّ حَشايَ وأحزانَها |
وفي الديوان : «الخوفُ» بدل «الروعُ» من هذا البيت ، و«سابقٍ» بدل «سابحٍ» من البيت الرابع.