[ابن سـبأ والسرداب]
* ثمّ قال الكاتب : «فقد قام رجل يسمّى عبـد الله بن سبأ أسلم في خلافة عثمان» ..
وقال : «إنّ الاِمام الثاني عشر من أئمّة الشـيعة ، وهو : محمّـد بن الحسن العسكري ، دخل في سرداب بدارهم في الحلّة وغاب هناك ، وسيخرج في آخر الزمان فيملاَ الاَرض عدلاً ، وقد تبع ذلك الرجل في رأيه جماعة من الشيعة ، وهم الآن ينتظرونه ، ولذا يسمّونه المنتظَر ، ويقفون كلّ ليلة بباب ذلك السرداب الذي يزعمون أنّ الاِمام اختبأ بداخله فيهتفون باسمه ويدعونه للخروج حتّى يغشاهم الليل ، فينفضّون ويرجئون الاَمر إلى الليلة الثانية».
وقد ذكرنا هذا الكلام على طوله ، لكي يبتهج بصدقه وأمانته ومعارفه أبناء هذا العصر! وتفتخر المطبوعات بمثل هذه التحريرات الراقية!
بَخٍ بَخٍ (١)! زِهْ زِهْ (٢)! فإنّ هذا الكاتب يقول : إنّ عبـدالله بن سبأ ، الذي أسلم في أيّام عثمان ، وقتله عليٌّ في أيّامه بالكوفة من أجل إصراره على الغلوّ والكفر ، فإنّه ادّعى ألوهيّة عليٍّ عليه السلام ، وأصرّ على ذلك ..
هذا الرجل الذي أسلم في أيّام عثمان ، وقتله عليٌّ عليه السلام قبل سنة
____________
(١) بَخٍ : كلمة فَخْر ، وتقال عند تعظيم الاِنسان ، وعند التعجّب من الشيء ، وعند المدح والرضا بالشيء ؛ وقد تستعمل للاِنكار.
انظر مادّة «بخخ» في : لسان العرب ١ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ، تاج العروس ٤ / ٢٥٧.
(٢) زِهْ : كلمة تقال عند التعجّب والاستحسان بالشيء ؛ انظر : تاج العروس ١٩ / ٤١ مادّة «زهه».