هذا ، وقد ترك مسلم وأبو زرعة الرازي وإبراهيم الحربي الرواية عنه بسبب ذلك (١) ..
أمّا العقيلي فقد أورده في كتابه في الضعفاء (٢).
والذهبي من جملة المدافعين عن ابن المديني ، فإنّه قال : «قد كان ابن المديني خوّافاً متاقياً في مسألة القرآن» ، ثمّ شدّد النكير على العقيلي ذِكْره إيّاه في الضعفاء ، وكلّ ذلك من أجل أنّ البخاري قد شحن صحيحه بحديث علي بن المديني ... كما قال (٣).
وكأبي معمر الهذلي ، ويحيى بن معين ـ وكلاهما من رجال الصحيحين ـ ، قال الذهبي : «روى سعيد بن عمرو البرذعي عن أبي زرعة ، قال : كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمّار ولا أبي معمر ولا يحيى بن معين ، ولا عن أحدٍ ممّن امتُحِن فأجاب».
ثمّ حاول الدفاع فقال : «قلت : هذا أمر ضيّق ، ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملاً بالآية ، وهذا هو الحقّ. وكان يحيى من أئمّة السُـنة ، فخاف من سطوة الدولة وأجاب تقيّـة» (٤).
هذا باختصارٍ بالنسبة إلى المرجئة والقدرية والمعتزلة والواقفة في مسألة القرآن ، ونحوهم ..
وقد ظهر اختلافهم الشديد في قبول أو ردّ أحاديث مَن كان من أهل
____________
(١) ميزان الاعتدال ٣ / ١٣٨.
(٢) الضعفاء الكبير ٣ / ٢٣٥ رقم ١٢٣٧.
(٣) ميزان الاعتدال ٣ / ١٤٠.
(٤) سير أعلام النبلاء ١١ / ٨٧.