شاء الله»!!
وقوله بترجمة أبي نعيم الفضل بن دكين ـ وهو من رجال الصحاح السـتّة ـ : «كان في أبي نعيم تشيّع خفيف» ثمّ روى أنّه قال : «حبّ عليٍّ عبادة ، وخير العبادة ما كتم» (١).
ومنها : «فيه أدنى تشيّع» كقوله في «أبي غسّان النهدي» ـ وهو من رجال الصحاح الستّة ـ : «فيه أدني تشيّع ، أخبرنا أحمد بن عبـد الرحمن بن يوسف المقرئ ... عن زيد بن أرقم : إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم» ثمّ روى عن الحسين الغازي ، قال :
«سألت البخاري عن أبي غسّان ، قال : وعمّاذا تسأل؟! قلت : التشـيع!
فقال : هـو على مذهب أهل بلـده ، ولو رأيـتم عبـيدالله بن موسى وأبا نُعيم وجماعة مشايخنا الكوفيّين لَما سألتمونا عن أبي غسّان».
وهنا اضطرّ الذهبي لأنْ يقول : «قلت : وقد كان أبو نعيم وعبيـدالله معظّمَين لأبي بكر وعمر ، وإنّما ينالان من معاوية وذويه. رضي الله عن جميع الصحابة» (٢).
أقـول :
لا شكّ أنّ معاوية وذويه قد حاربوا أهل البيت عليهم السلام ، وإنّما قصد أبو غسّان من رواية هذا الحديث النيل ممّن حاربهم ، فكان فيه «أدنى
____________
(١) سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٥١.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٣٢.