وتفعلان به؟!
قالا : نعم.
فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبّني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟!
قالا : نعم ، سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قالت : فإنّي أُشهِد الله وملائكته أنّـكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبيّ لأشكونّ ـ كما إليه.
فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة.
ثمّ انتحب أبو بكر يبكي حتّى كادت نفسه أن تزهق ، وهي تقول : والله لأدعونّ الله عليك في كلّ صلاة أُصليها.
ثمّ خرج باكياً ، فاجتمع إليه الناس فقال لهم : يبيت كلّ رجل منكم معانقـا حليلته ، مسروراً بأهله ، وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي» (١).
* * *
____________
(١) الإمامة والسياسة : ١٣ و ١٤.