أعدال الكتاب ، فيتولّى أهل البيت ويبرأ من أعدائهم ..
والفاروق من يميّز بين الحقّ الثابت لأهل البيت وبين الباطل الذي عند عدوّهم.
وإنّ أشدّ الناس عناءً وبلاءً وجهداً في الجهاد والذبّ عن حوزة وحومة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هم أهل بيته ، وإنّهم أوّل الناس إيماناً به قبل أن يؤمن به أصحابه من قريش أو الأنصار ، فقد سبق أهل البيت جميع الصحابة سنيناً وأعواماً ، وهم الّذين تحمّلوا أعباء الرسالة في المرتبة الأُولى ، وهم الّذين قدّموا الشهداء في الصفوف الأُولى ، فلا تشهد الحروب لأبي بكر وعمر وعثمان وبقيّة الصحابة من قريش ممّن اجتمع في السقيفة أو الأنصار ثباتاً في حرب ، كيوم حنين وغيرها.
فأهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هم أنصح وأطوع وأصبر لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وهم مع ذلك أقرب للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأحقّ الناس بخلافته.
وقال عليه السلام في كتاب آخر له إلى معاوية ـ جواباً على كتابه الذي ذكر فيه اصطفاء الله تعالى محمّـد صلى الله عليه وآله وسلم لدينه ، وتأييده إيّاه بمن أيّده من أصحابه ـ : «فلقد خبّأ لنا الدهر منك عجباً ؛ إذ طفقت تخبرنا ببلاء الله تعالى عندنا ، ونعمته علينا في نبيّنا محمّـد صلى الله عليه وآله وسلم ، فكنت في ذلك كناقل التمر إلى هجر ، أو داعي مُسدّدِه إلى النضال ...
وزعمت أنّ أفضل الناس في الإسلام فلان وفلان ، فذكرتَ أمراً إنْ تمّ اعتزلك كلّه ، وإنْ نقص لم يلحقك ثلمه.
وما أنت يابن هند والفاضل والمفضول ، والسائس والمسوس؟!
وما للطلقاء وأبناء الطلقاء ، والأحزاب وأبناء الأحزاب ، والتمييز بين المهاجرين الأوّلين وترتيب درجاتهم وتعريف طبقاتهم؟!