وتراثها من مشروع العولمة؟!
وجوابه : إنّه ينبغي التمييز في خطر العولمة المتصوّر على الثقافة الإسلامية ، بين خطورة تقنيّاتها ووسائلها ، وبين خطورة الثقافة التي تنقلها ، فتبعد المسلم المعاصر عن كتابه الإسلامي ومصادر ثقافته وتراثه.
أمّا خطر الثقافة الغربية المادّية فهو خطر موجود منذ السابق ، وهو خطر عامّ ولا شكّ أنّه سيزداد على أجيال الأطفال والشباب في العالم أجمع ، بما تنقله تقنيّات العولمة.
وممّا يؤسف له أنّنا نرى الترويج لهذه الثقافة هو الشغل الشاغل لوسائل الإعلام والثقافة الغربية ، وأنّ بعض المؤسّسات الأهلية والحكومية في بلادنا الإسلامية تقع تحت تأثيرها ، وتختار لنفسها أن تكون وسائل دعاية لثقافة مادّية انحلالية تخالف دينها القويم وقيمه الإنسانية!
أمّا تقنيّات العولمة ووسائل نقل الثقافة بذاتها فلا نرى فيها خطراً ... بل هي أدوات فعّالة لنشر التراث الإسلامي وإيصاله إلى عدد أكبر في العالم .. لا سيّما وأنّه تراث مظلوم مضطهد من الغربيّ ـ ين ، وقد عانى قروناً من الحظر والتعتيم وتشويه السمعة ..
فلو استفاد المسلمون من تقنيّات العولمة وقاموا بالترجمات اللازمة لتعريف ثقافتهم ، لاستطاعت أن تدخل إلى الجامعات والمجتمعات الغربية .. وأن تغيّر كثيراً من الأفكار والتصوّرات المضادّة للاِسلام والمسلمين.
ويصدق هذا الكلام ذاته على تراثنا الشيعي داخل أكثر البلاد الإسلامية أيضاً! فإنّ أكبر مشكلة يعاني منها هذا التراث منذ صدر الإسلام حتّى اليوم ، هي أساليب الحظر والمنع والرقابة التي شملت كلّ أنواع تراث