ومناصرتهم ، لا الهجرة إلى بقعة من الأرض معينة مقدّسة ، وهي المدينة المنوّرة ، والتي تقدّست بوجود النبيّ وأهل بيته صلوات الله عليهم ، بخلاف الضابطة التي يذكرها أهل سـنة الجماعة من أنّها الانتقال الجسماني من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة ، كسفر بدني ، وقد انتهى ومضى.
وقال عليه السلام في خطبته المعروفة بالطالوتية :
«ألا إنّ مثل آل محمّـد صلى الله عليه وآله وسلم كمثل نجوم السماء ، إذا هوى منهم نجم طلع نجم ، فكأنّكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع ، وأراكم ما كنتم تأملون.
فيا عجباً وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها!!! وبؤساً لهذه الأُمّـة الجائرة في قصـدها ، الراغبة عن رشـدها ، لا يقـتـصّون أثـر نبـي ، ولا يقـتدون بعمـل وصـي ، ولا يؤمنـون بغيـب ، ولا يعفّـون عن عيب ، يعملون فـي الشبهات ، ويسيرون فـي الشهوات ، المعروف فيهم ما عرفوا ، والمنكر عندهم ما أنكروا ، مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم ، وتعويلهم في المبهمات على آرائهم ، كأنّ كلّ امرىٍَ منهم إمام نفسه ، قد أخذ منها في ما يرى بعرىً ثقات ، وأسباب محكـمات ؛ فلا يـزالـون بجـورٍ ، لا يألـون قصـداً ، ولن يـزدادوا إلاّ خطأً ، لا ينالون تقرّباً ، ولن يزدادوا إلاّ بعداً من الله عزّ وجلّ ؛ لشدّة أُنس بعضهم ببعض ، وتصديق بعضهم لبعض.
كلّ ذلك حياداً ممّا ورّث الرسول النبيّ الأُمّيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ونفوراً عمّا أدّى إليهم من أخبار فاطر السموات والأرض العليم الخبير ، فهم أهل عشوات ، وكهوف شبهات ، وقادة حيرة وضلالة وريبة.