متوفّرة بدرجة رفيعةٍ سابقةٍ في عليٍّ عليه السلام سبقاً شاسعاً لا يمكن لغيره من الصحابة ـ كأبي بكر وعمر وغيرهما ـ اللحوق به ، فضلاً عن مقايسته بهم.
ولا أجد نفسي بحاجة إلى تذكير القارئ بتوفّر كلّ تلك الصفات والجهات في عليّ عليه السلام بنحو أسبق وأوفر وأوصل وأنمى وأزكى وأشدّ من بقيّة الصحابة ؛ بعد أن استعرضنا كلامه عليه السلام ممّا تواتر وقوع مضمونه في مواطن شهيرة في تاريخ الإسلام.
وإلى مثل ذلك يشير قوله عليه السلام حين سأله سُليم بن قيس الهلالي بأنّه س ـ مع من سلمان والمقداد وأبي ذرّ شيئاً من تفسير القرآن وأحاديث عن نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم غير ما في أيدي الناس ، ثمّ سمع منه عليه السلام تصديق ما سمع منهم ، ورأى في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم يخالفهم فيها عليه السلام هو والصحابة الموالين له ، ويبطلونها ؛ متعجّباً من كون الناس يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمّدين ، ويفسّرون القرآن بآرائهم؟!!
فقال عليه السلام : «قد سألت فافهم الجواب :
إنّ في أيدي الناس حقّاً وباطلاً ، وصدقاً وكذباً ، وناسخاً ومنسوخاً ، وعامّاً وخاصّـا ، ومحكـماً ومتشابهاً ، وحفظاً ووهماً ، وقد كُـذِب على رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عهده حتّى قام خطيباً فقال : أيّها الناس! قد كثرت علَيَّ الكذّابة ، فمن كذب علَيَّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار ، ثمّ كُذِب عليه من بعده.
وإنّما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس :
رجل منافق ، يُظهر الإيمان ، متصنّع بالإسلام ، لا يتأثّم ولا يتحرّج أن يكذب على رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمّداً ، فلو علم الناس أنّه منافق كذّاب ،