بحجّيّة الصحابةـانْ كان مرادهم من الحجّيّة مقام العصمة والإمامة في الديـنـاو بحجّيّة جميع الصحابـة ـ انْ كان مرادهم حجّيّة الفتوى أو الرواية ـ مع إنّ فيهم الأقسام الأربعة التي أشار إليها عليه السلام؟!!
وكيف يتعطّل الدين ويبطل مع وجود عترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الهادية العاصمة عن ضلال الأُمّة وتحيّرها؟!
وهل تمحيص الصحابي المستقيم على عهد الله وعهد رسوله في حياة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعد مماته صلى الله عليه وآله وسلم ، عن الصحابي الذي نكث العهد وبدّل وأحدث في الدين ، يوجب تعطيل وبطلان الدين؟! أم إنّه صيانة للدين عن تحريف المبطلين وزيغ المُحْدِثين ، وحياطة للدين عن السنن المحدَثة التي خولفت فيها سـنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
فها هو عليه السلام يشير إلى مثل ذلك في قوله عليه السلام :
«لقد عملت الولاة قبلي أعمالاً عظيمة خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمّـدين لخـلافه ، ناقضين لعهده ، مغيّرين لسُـنته ، ولو حملتُ الناس على تركهـا وتحويلها عن مواضعها إلى ما كانت تجري عليه في عهد رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لتفرّق عنّي جندي حتّى لا يبقى في عسكري غيري وقليل من شيعتي الّذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عزّ ذِكره وسُـنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم عليه السلام فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيـه رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ورددت فدك إلـى ورثـة فاطـمة عليها السلام ، ورددت صاع رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومُـده إلـى مـا كان ، وأمضـيت قطائـع أقطـعها رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأقوام مسمّين لم تمضَ لهم ولم تنفذ ، ورددت دار