فتحصّل أنّ معنى الهجرة والنصرة عند فاطمة وعليّ عليهما السلام متطابق على هذا المعنى ، وهذا المعنى هو الذي يُستفاد من تعريف الهجرة والنصرة من سورة الحشـر ؛ إذ قُيّدت الهجرة بـ (وينصرون الله ورسوله) (١) ، وقُيّدت النصرة بـ (يحبّون من هاجر إليهم) (٢) ، فالهجرة هي نصرة وموالاة وليّ الله تعالى ، والنصرة هي محبّة ذلك والمؤازرة عليه.
نتف من كلماته عليه السلام في عدّة من الصحابة بأعيانهم :
١ ـ قال له ابن الكوّاء : «يا أمير المؤمنين! أخبرني عن أصحاب رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال عليه السلام : عن أيّ أصحاب رسول الله تسألني؟
قال : يا أمير المؤمنين! أخبرني عن أبي ذرّ الغفاري!
قال : سمعت رسول الله يقول : ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ.
٢ ـ قال : يا أمير المؤمنين! فأخبرني عن سلمان الفارسي.
قال : بخ بخ ، سلمان منّا أهل البيت ، ومن لكم بمثل لقمان الحكيم ، عَلِمَ عِلْمَ الأوّل والآخر.
٣ ـ قال : يا أمير المؤمنين! أخبرني عن حذيفة بن اليمان.
قال : ذاك امرؤٌ علم أسماء المنافقين ، إنْ تسألوه عن حدود الله تجدوه بها عالماً.
____________
(١) سورة الحشر ٥٩ : ٨.
(٢) سورة الحشر ٥٩ : ٩.