الله تعالى ، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً» (١).
٩ ـ وقال بعد مرجعه من صفّين وقد توفّي سهل بن حنيف الأنصاري بالكوفة ، وكان من أحبّ الناس إليه : «لو أحبّني جبل لتهافت» (٢).
وسهل بن حنيف صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان بدرياً ، وشهد مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حروبه كلّها ، وكان من النقباء (٣).
١٠ ـ وقال لمّا بلغه نعي مالك الأشتر : «لله درّ مالك ، وما مالك! والله لو كان جبلاً لكان فِنـداً ، ولو كان حجـراً لكان صلداً ، لا يرتقيه الحافـر ، ولا يوفي عليه الطائر.
أمَا والله ليهدّنّ موتك عالماً وليفرحنّ عالماً ، فهل مرجوٌّ كمالك؟! وهل قامت النساء عن مثل مالك؟! فعلى مثله فلتبكِ البواكي.
إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمـد لله ربّ العالمين ، اللّهمّ إنّي أحتسبه عندك ، فإنّ موته من مصائب الدهر ، فرحم الله مالكاً ، فقد وفى بعهده ، وقضى نحبه ، ولقي ربّه ، مع إنّا قد وطّـنّا أنفسنا أن نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فإنّها أعظم المصيبات» (٤).
وقال عنه أيضاً : «لا ينام أيّام الخوف ، ولا ينكل عن الأعداء ساعات الروع ، حذّار الدوائر ، أشدّ على الفجّار من حريق النار ، وأبعد الناس من دنسٍ أو عار ، وهـو مالك بن الحارث أخو مَذْحِج ... فإنّه سيف من سـيوف الله ، لا كليل الظُبَة ، ولا نابي الضريبة» (٥).
____________
(١) نهج البلاغة : الكلام ١٣١.
(٢) نهج البلاغة : الكلام ١٣٣.
(٣) وقعة صفّين : ١١٢.
(٤) نهج البلاغة : الكلام ١٥٣.
(٥) نهج البلاغة : كتاب ٦٩.