٥ ـ سقطت الدولة البويهية الشيعية وجاء عقبها الدولة السلجوقية التركية؟؟؟ السنية. وكانت دولة قوية تنصر السنية بالعقلية التركية ، ورزق ملكها ال؟؟؟ أرسلان بالوزير العظيم (نظام الملك) ، وكان فى الدولة السلجوقية يشبه؟؟؟ العميد وابن عباد فى الدولة البويهية. هذان ينصران التشيع والاعتزال ، وه؟؟؟ ينصر السنية (١).
لقد أحسّ الأشعرى أن من الخير للأمة أن يلتقى العقليون والنصيون ، ومهما يكن الأمر ، فقد خرج الأشعرى وكوّن مدرسة كلامية مقابلة لمدرسة المعتزلة وهما وإن اختلفا فى الطريق فان هدفهما معا نصرة الدين وإعلاء شأنه؟؟؟ وصد هجمات الأعداء عنه.
الأشاعرة ومشكلة خلق القرآن :
قلت إن المعتزلة رأوا أن الله تعالى ، لم يزل أولا ، سابقا متقدما للمحدثات ، موجودا قبل المخلوقات ، فهو قديم أول لم يزل عالما قادرا حيا ولا يزال كذلك ، شىء لا كالأشياء ، عالم قادر حى ، لا كالعلماء القادرين الأحياء ، وأنه القديم وحده ولا قديم غيره ، ومن ثمّ فالكلام لله مخلوق ، والقرآن لله مخلوق فهو ليس من الصفات الذاتية ، بل هو صفة فعلية ، أى حادث.
ورأى الأشعرى غير ذلك ، ويشرح رأيه هذا ـ وهو رأى الأشاعرة معه ـ قائلا «قولنا الذى نقول به ، وديانتنا التى ندين بها : التمسك بكتاب ربّنا عزوجل ، وبسنة نبينا صلىاللهعليهوسلم ... ونقول : إن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وإن من قال بخلق القرآن فهو كافر ، وندين بأن الله تعالى يرى فى الآخرة بالأبصار كما ، يرى القمر ليلة البدر ، يراه المؤمنون ـ كما جاءت الروايات عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ...» (٢).
ويوضح أدلة هذا الرأى فى نفس المصدر قائلا : ومما يدل من كتاب الله على أن كلامه غير مخلوق قوله عزوجل «إنما قولنا لشىء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فلو كان القرآن مخلوقا ، لوجب أن يكون مقولا له كن فيكون ، ولو كان
__________________
(١) أحمد أمين ـ ظهر الاسلام ٤ / ٦٥ وما بعدها الطبعة الأولى ١٩٥٥.
(٢) الأشعرى ـ الإبانة عن أصول الديانة ـ من ٨ الى ١٢ ط دار الطباعة المنيرية.