وقد تقدّم أنّ الرفض غير مضرّ.
وخامسـاً : إنّ التشكـيك في صـحّة الحديـث بأنّ بـني عبـد المطّلب ما كانوا يبلغون الأربعين ، وأنّهم ما كانوا بهذا القدر يأكلون ، لا يُصغى إليه ، ولا رواج له عند مَن يفهمون ..
وكذلك المعارضة بما ورد في بعض كتبهم في شأن نزول الآية ، فالحديـث الذي نسـتند إليه متّـفق علـيه ، ولا يعارضـه ما انفـردوا به ، كما لا يخفى على أهل الدراية.
فالحـقّ مـع السـيّد فـي قولـه عـن ابـن تيميّة : «ولا قسط لمجازفة ابن تيمـيّة وتحكّماته التي أوحتها إليه عصـبيّته المشهورة».
*الجهة الثالثة : في دفع الشبهات.
ولبعض علماء القوم ـ من المتقدّمين والمتأخّرين ـ شبهات في هذا الاستدلال ، وإن كانت واضحة السقوط :
١ ـ «في مسـند أحمد : (ويكون خليفتي) غير موجود ، بل هو من إلحاقات الرفضـة» ، قاله ابن روزبهان في الردّ على العلاّمة الحلّي (١).
قلت :
قد عرفت أنّه موجود في مسند أحمد بن حنبل ، كغيره من المصادر.
٢ ـ هـذا الحديـث غير متواتـر ، والإمامـية لا يسـتدلّون فـي الإمامـة إلاّ بالمتواتر ؛ لأنّها عندهم من أُصـول الدين.
٣ ـ هناك احتمال كونه منسوخاً.
____________
(١) انظر : دلائل الصـدق ٢ / ٣٥٩.