ويقول : لم أرَ أحفظ مـنه (١).
وعن ابن عـقدة أنّه كان يثني عليه ويطريه ؛ قال ابن عدي : وتجاوز الحدّ في مدحـه حتّى قال : لو ظهر علم أبي مريم لَما احتاج الناس إلى شعبة. قال ابن عدي : وإنّما مال إليه ابن عقدة هذا الميل لإفراطه في التشـيّع (٢).
قلت : وإنّما تكلّم من تكلّم في أبي مريم ، لأنّه كان يحدّث ببلايا عثمان وعائشة (٣).
وقد بحثنا سابقاً عن هذا الموضوع بالتفصيل ، وذكرنا أنّ في رجال الصحاح من يتكلّم في الشيخين فضلاً عن عثمان ، وأنّ التشـيّع أو الرفض غير مضـرٍّ بالوثاقة ... فلا نعيد.
ورابعاً : إنّ «عبـد الله بن عبـد القدّوس» من رجال البخاري في التعاليق ، ومن رجال الترمذي ، وأخرج له أبو داوُد ، وذكره ابن حبّان في الثقات ..
وقال البخاري : هو في الأصل صـدوق إلاّ أنّه يروي عن أقوامٍ ضعاف ، وقال يحيى بن المغيرة : أمرني جرير أنْ أكتب عنه حديثاً ، وقال ابن عدي : عامّة ما يرويه في فضائل أهل البيت (٤).
وهذا هو الذنب الوحيد!! ولذا قال الحافظ في التقريب : «صدوق رمي بالرفض» (٥).
____________
(١) تعجيل المنفعة : ٢٩٧.
(٢) الكامل ـ لابن عدي ـ ٧ / ١٨.
(٣) تعجيل المنفعة : ٢٩٧.
(٤) تهذيب التهذيب ٥ / ٢٦٥.
(٥) تقريب التهذيب ١ / ٤٣٠.