وابن هشام (ت ٧٦١ هـ) ، والأزهري (ت ٩٠٥ هـ) ، فعرّفوا الضمير بأنّه : ما دلّ على متكلّم أو مخاطب أو غائب» (١).
وثانيهما : أنّه ما دلّ على غيبةٍ أو حضور ، وهو ما ذكره في ألفيّـته بقوله :
فما لذي غيبـةٍ أو حضـورٍ |
|
كأنـتَ وهـو سَمِّ بالضـمير |
وهو اختصار للحدّ المتقدّم عليه ؛ لأنّ ما دلّ على الحضور شامل لكلٍّ من ضـمير المتكلّم والمخاطب.
وعقّب عليه المكودي بقوله : «ودخل في قوله : (أو حضورٍ) اسم الإشارة ؛ لأنّه حاضر ، لكنّه أخرجه بالمثال» (٢).
أقـول :
إنّ إخراجه بالمثال ليس فنّـياً ، ولا يجعل الحدّ مانعاً من دخول الأغيار.
وقد ذهب السيوطي (ت ٩١١ هـ) إلى أنّ الضمير مستغنٍ عن التعريف ، قائلاً : «ولكونه ألفاظاً محصورة بالعدِّ ، استغنينا عن حدّه ، كما هو اللائق بكلّ معدود ، كحروف الجر» (٣).
* * *
____________
(١) أ ـ شرح ابن الناظم على الألفيّة : ٢٠.
ب ـ شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ١ / ٢٩٦.
ج ـ شرح الأزهرية ، خالد الأزهري : ٩٣.
(٢) شرح المكودي على الألفيّة ، تحقيق إبراهيم شمس الدين : ٢٢.
(٣) همع الهوامع شرح جمع الجوامع ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق عبـد السلام هارون وعبـد العال مكرم ١ / ١٩٤.