مقدّمـة التحقـيق :
بسـم الله الرحمن الرحـيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف أنبيائه ، محمّـد المصطفى ، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
وبعد ..
فقد تكالبت نفوس خاوية قد بُهرت بزخارف الدنيا وزينتها ، وظنّت أنّ هذا النعيم الذي تراه أبصارهم لا مزيل له ، وتخيّلت أنّ سرورها به لا انقطاع له.
وكانت نتيجة هذا التكالب هو أنّ القلوب زُلزلت بمصرع ريحانة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، الذي أصبح في ما بعد محتلاًّ وسط كلّ قلب ينشـد الحقّ والخير ، بل أضحى مرقده المبارك مقصداً للمسلمين من كلّ فجّ عميق.
ولم تُنسَ مصيبة السبط الشهيد ، بل قيّض الله رجالاً ونساءً لإعلاء كلمة الحقّ وأهله ، وإزهاق الباطل وزيفه ، وكان بدء ذلك مع عقيلة بني هاشم زينب الكبرى التي أفسدت على الظالمين لذّة نصرهم ، الذي تحوّل إلى اندحار سار بدولة بني أُميّة إلى الهاوية.