وبعد ذلك انتفضت الكوفة برمّتها وبصوت مدوي : «يا لثارات الحسين» معلنة عن بدء معركة جديدة ؛ ثأراً لعاشوراء.
ومن الرجال الّذين ساهموا في دكّ عروش طغاة أُميّة هو المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، فقد نهض وأخذ الثأر من قتلة أهل البيت عليهم السلام ..
وانتقامه هذا الذي سـرَّ به قلوب أهل البيت عليهم السلام ومحبّيهم لم يرق لأعدائهم ومبغضيهم ، فعمدوا إلى التشويش على شخصيّة المختار ، وإطلاق الشبه والتشكيك بأهداف ثورته وصدق نواياه ، ممّا حدا ببعض محبّي البيت النبويّ الشريف أيضاًً تجنّب ذكر المختار بخير والثناء عليه ، بيد أنّ ثلّة من أصحاب الأقلام المنصفة أجلت الغبار عن هذه الشكوك والتحرّجات وثبّتت الحقيقة الناصعة.
ومن هؤلاء المنصفين السـيّد محسن الأمين العاملي قدِس سرُّه ؛ إذ دوّن هذه الحقيقة بقلمه الثريّ ، وهو ما ستقف عليه في طيّات صفحات هذا الكتاب.
ترجمة المؤلف (١)
اسـمه ونسـبه :
هو أبو محمّـد الباقر محسن ابن الصالح العابد السـيّد عبـد الكريم ابن العلاّمة الفقيه السـيّد عليّ بن محمّـد الأمين ابن السـيّد أبي الحسن موسى ابن السـيّد حيدر ابن السـيّد أحمد ابن السـيّد إبراهيم المنتهي نسبه إلى الحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد ابن الإمام عليّ زين العابدين ابن الإمام
____________
(١) لقد كان المصدر الرئيسي لهذه الترجمة هو ما كتبه قدِس سرّه مترجماً نفسه في أعيان الشيعة ١٠ / ٣٣٣ ـ ٤٤٦.