المؤمنين ، وبنات نبيّنا صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وأهل بدر مع كونِهم على مراتب ..
ثمّ الأفضـلُ بعدهم ، مثلُ : أبي الدرداء وسلمان الفارسي وابن عُمر ، وسائر أهل بَيْعَةِ الرضوانِ الّذين رضي اللهُ عنهم بنصّ آيةِ سورة الفتح ، ثمّ عموم المهاجرين والأنصار ، كخالد بن الوليد والعبّـاس وعبـد الله بن عمرو ، وهذه الحَلْبَة ..
ثمّ سائر مَن صحبَ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وجاهدَ معه ، أو حجّ معه ، أو سمعَ منه ، رضي اللهُ عنهم أجمعين وعن جميع صـواحب رسـول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم المهاجرات والمدنيّات ، وأُمّ الفضـل وأُمّ هانىَ الهاشمية وسائر الصحابيات.
فأمّا ما تنقله الرافضة وأهل البِدَع في كُتُبهم من ذلك ، فلا نُعرّج عليه ، ولا كرامـة ، فأكثرهُ باطلٌ وكَذِبٌ وافتـراءٌ ، فدأبُ الروافضِ روايةُ الأباطيل ، أو رَدُّ ما في الصحاح والمسانـيد ، ومتى إفاقَةُ مَن بِه سَكَران؟!
ثمّ قد تكلّم خلق من التابعين بعضُهم في بعض ، وتحاربوا ، وجرت أُمور لا يُمكنُ شرحُها ، فلا فَائدة في بثّها ، ووقع في كُتب التواريخ وكتب الجرح والتعديل أُمورٌ عجيبةٌ ، والعاقِلُ خصمُ نفسه ، ومن حُسنِ إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ...» (١).
* * *
____________
(١) سـير أعلام النبلاء ١٠ / ٩٢ ـ ٩٤. وتفصـيل الكلام عن هذا الموضـوع في فصلٍ خصّـصناه له من كتابنا الانتقاء من سـير أعلام النبلاء.