بسـم الله الرحمن الرحـيم
الحمد لله ربّ العالمين ، وليّ المؤمنين ، وقاصم الجبّارين ، والمنتقم من الظالمين ، ولو بعد حين ، الذي يهلك ملوكاً ويستخلف آخرين ، وصلّى الله على سـيّدنا محمّـد خاتم النبيّـين ، وآله الطاهرين المظلومين.
وبعد ..
فإنّي مورد في هذا الكتاب المسمّى بـ : أصـدق الأخبار في قصّـة الأخذ بالثأر خلاصة ما ذكره المؤرّخون والمحدّثون من أخبار الّذين طلبوا بدم مولانا الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وتتبّعوا قاتليه حتّى قتلوهم وشفوا النفوس منهم ، وظهر بذلك تصديق قول الحسين عليه السلام في الدعاء على أهل الكوفة الّذين حاربوه : «وسلّطْ عليهم غلام ثقيف ، يسقيهم كأساً مصبرة ، ولا يدع فيهم أحداً إلاّ قتله ، قتلة بقتلة ، وضربة بضربة ، ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم» (١).
وغلام ثقيف هو المختار بن أبي عبيدة الثقفي (٢) ، الذي أخذ بثأر
____________
(١) تيسير المطالب : ٩٥ ـ ٩٧ ، تحف العقول : ٢٤٢ ، مقتل الإمام الحسين عليه السلام ـ للخوارزمي ـ ٢ / ٧ ـ ٨ ، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ مدينة دمشق : ٢١٦ ـ ٢١٨ ح ٢٧٣ ، مثير الأحزان : ٥٥ ، الملهوف : ١٥٧ ، إثبات الهداة ١ / ٣٩٨.
(٢) هو : أبو إسحاق المختار بن أبي عبيدة بن مسعود بن عمير الثقفيّ ، ولد في السنة الأُولى للهجرة ، واستخلفه على المدائن عمّه سعد بن مسعود الثقفي سنة ٣٧ هـ ،