نُريدُ أنْ نَلْقى بِها الأقْيالا |
|
القاسِطينَ (١) الغُدَّرَ الضُّلاّلا |
وقَدْ رَفَضْنا الأهْلَ (٢) والأمْوالا |
|
والخَفراتِ البيضِ والحِجالا |
نَرْجو بِهِ التُحْفَةَ والنَوالا |
|
لِنُرْضِي المُهَيْمنَ المِفْضالا (٣) |
[الرجز]
ثمّ ساروا على الأنبار ، وكتب إليهم عبد الله بن يزيد والي الكوفة كتاباً يطلب فيه منهم الرجوع.
فقال سليمان وأصحابه : قد أتانا هذا ونحن في مصرنا ، فحين وطّنّا أنفسنا على الجهاد ودنونا من أرض عدوّنا نرجع؟! ما هذا برأي.
وكتب إليه سليمان يشكره ويقول : إنّ القوم قد استبشروا ببيعهم أنفسهم من ربّهم ، وتوجّهوا إلى الله ، وتوكّلوا عليه ، ورضوا بما قضى الله عليهم.
فقال عبد الله : قد استمات القوم ، والله ليقتلنّ كراماً مسلمين.
ثمّ ساروا حتّى أتوا هيت ، ثمّ خرجوا حتّى انتهوا إلى قَرْقِيسْيا (٤) وبها زفر بن الحارث الكلابي ، وكان زفر هذا بعد هلاك يزيد بقِنَّسْرين (٥) من بلاد الشام يبايع لابن الزبير ، فلمّا بويع مروان بن الحكم وتغلّب على بلاد الشام هرب زفر من قنّسرين ، وأتى إلى قرقيسيا وعليها عياض الحرشي ـ كان يزيد ولاّه إيّاها ـ فطلب منه أن يدخل الحمّام ، وحلف له بالطلاق
____________
(١) الفاسقين ـ خ ل ـ.
(٢) الولد ـ خ ل ـ.
(٣) نرضي به ذا النعم المفضالا ـ خ ل ـ.
(٤) قرقيسـيا : بلد على الخابور عند مصـبّه ، وهي على الفرات ، جانب منها على الخابور ، وجانب على الفرات. مراصـد الاطّلاع ٣ / ١٠٨٠.
(٥) قِنَّسْرين : مدينة بينها وبين حلبَ مرحلة. مراصـد الاطّلاع ٣ / ١١٢٦.