الحسين عليه السلام أن لا يجيبه إلى شيء من ذلك ، وأن يتبرّأ منه ـ كما فعل هو ـ فاسـتشار ابـن عبّـاس ، فقال : لا تفـعل ، لأنّك لا تـدري ما أنت عليه من ابن الزبير ، فسكت عن (١) المختار (٢). انتهى.
ويمكن الجمع بأن يكون سبّ زين العابدين عليه السلام له جهاراً للتبرّي ممّا نسبه إليه من ادّعاء الإمامة ؛ خوفاً من بني أُميّة ، لِما علمه عن آبائه ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من أنّهم لا بُدّ أن يستولوا على الملك ، وإن كان راضياً بطلبه بدم الحسين عليه السلام ، وبقتله لمن شرك في دمه ودماء أصحابه.
وكان المختار علم بخروج من خرج إلى المدينة ، فشقّ ذلك عليه خوفاً من أن لا يجيبهم ابن الحنفيّة بما يحبّ (٣) فيتفرّق عنه الناس ، فكان يريد النهوض بأصحابه قبل قدومهم من المدينة ، فلم يتيسّر له ذلك ، فلم يكن إلاّ شهر أو زيادة حتّى قدموا الكوفة ، فدخلوا على المختار قبل دخولهم إلى بيوتهم ، فقال لهم : ما وراءكم قد فتنتم وارتبتم؟!
فقالوا له : إنّا قد أُمرنا بنصرك.
فقال : الله أكبر ، أنا أبو إسحاق ، اجمعوا لي الشيعة ، فجمع منهم من كان قريباً إليه ، فقال لهم : إنّ نفراً قد أحبّوا أن يعلموا مصداق ما جئت به فرحلوا إلى إمام الهدى ، والنجيب المرتضى ، ابن خير من مشى ، حاشا النبيّ المجتبى ، فأعلمهم أنّي وزيره وظهيره ورسوله ، وأمركم باتّباعي وطاعتي في ما دعوتكم إليه من قتال المحلّين ، والطلب بدماء أهل بيت نبيّكم المصطفـين.
____________
(١) في مروج الذهب : «عن عيب».
(٢) مروج الذهب ٣ / ٧٤.
(٣) يجب ـ خ ل ـ.