فقام عبـد الرحمن بن شريح وأخبرهم أنّ ابن الحنفيّة أمرهم بمظاهرته ومؤازرته ، وقال : فليبلغ الشاهد الغائب ، واستعدّوا وتأهّبوا ..
وقام أصحابه فتكلّموا بنحوٍ من كلامه ، وكان أوّل من أجاب المختار إلى ذلك عامر الشعبي وأبوه شراحيل.
وقال جماعة للمختار : إنّ أشراف أهل الكوفة مجتمعون على قتالك مع ابن مطيع ، فإن أجابنا إلى أمرنا إبراهيم بن مالك الأشتر رجونا القوّة على عدوّنا ، فإنّه فتىً رئيس ، وابن رجل شريف ، له عشيرة ذات عزّ وعدد.
فقال لهم المختار : فالقوه فادعوه وأعلموه الذي أُمرنا به من الطلب بدم الحسين عليه السلام وأهل بيته.
فخرجوا إليه ومعهم الشعبي ، فأتوه وأعلموه عزمهم على الطلب بدماء أهل البيت : ، وسألوه مساعدتهم على ذلك ، وذكروا له ما كان أبوه عليه من ولاء عليّ عليه السلام وأهل بيته.
فقال لهم : إنّي قد أجبتكم إلى الطلب بدم الحسين عليه السلام وأهل بيته على أن تولّوني الأمر.
فقالوا له : أنت أهل لذلك ، ولكن ليس إلى ذلك سبيل ، هذا المختار قد جاءنا من قبل إمام الهدى ومن نائبه محمّـد بن الحنفيّة ، وهو المأمور بالقتال ، وقد أُمرنا بطاعته.
فسكت إبراهيم ولم يجبهم ، فانصرفوا عنه ، وأخبروا المختار ، فمكث المختار ثلاثاً ، ثمّ دعا جماعة من أصحابه ، فدخلوا عليه وبيده صحيفة مختومة بالرصاص فدفعها إلى الشعبي ، وقال لأصحابه : انطلقوا بنا إلى إبراهيم بن الأشتر ، فسار في بضعة عشر رجلاً من وجوه أصحابه ، وفيهم الشعبي وأبوه ، فدخلوا على إبراهيم ، فألقى لهم الوسائد ، فجلسوا عليها ،