من أنتم؟
فقال له إبراهيم : أنا إبراهيم بن الأشتر.
فقال إياس : ما هذا الجمع الذي معك؟! وما تريد؟! والله إنّ أمرك لمريب ، وقد بلغني أنّك تمرّ كلّ عشيّة من هاهنا ، وما أنا بتاركك حتّى آتي بك الأمير فيرى فيك رأيه.
فقال إبراهيم : خلّ سبيلنا.
فقال : لا أفعل.
وكان مع إياس بن مضارب رجل من همدان يقال له : «أبو قطن» وكان يصحب أُمراء الشرطة ، فهم يكرمونه ، وكان صديقاً لابن الأشتر ومن عشيرته ، فقال له ابن الأشتر : ادن منّي ، يا أبا قطن ، فظنّ أنّه يريد أن يطلب منه أن يشفع له عند إياس ، فدنا منه ، وكان مع أبي قطن رمح طويل ، فتناوله منه ابن الأشتر ، وهو يقول : إنّ رمحك هذا لطويل ، وحمل به على إياس فطعنه في ثغرة نحره ، فصرعه ، وأمر رجلاً من قومه فاحتزّ رأسه ، وانهزم أصحاب إياس ورجعوا إلى ابن مطيع فأخبروه ، فبعث راشداً بن إياس مكان أبيه على الشرطة ، وبعث مكان راشد سويداً المنقري إلى الكناسة.
وأقبل ابن الأشتر إلى المختار ، وقال له : إنّا اتّعدنا الخروج في الليلة القابلة وقد عرض أمر لا بُدّ معه من الخروج الليلة.
قال : ما هو؟
قال : عرض لي إياس في الطريق فقتلته ، وهذا رأسه مع أصحابي على الباب ، فاستبشر المختار بذلك ، وتفاءل بالنصر والظفر ، وقال : هذا أوّل الفتح إن شاء الله تعالى ، ثمّ قال : قم ـ يا سعيد بن منقذ! ـ وأشعل النار